“الحكومة الجديدة……وليدة السخط والغضب .
تابعنا منذ اشهر مسلسل القطيعة وكسر العظام بين الرءاسات الثلاث وما وقع بينهم من تشادد وصراع وتقاتل وتناحر تجاوز حدود اللياقة والمنطق السياسي والوطني وضوابط المصلحة العليا للوطن .
في الفترة الاخيرة شهدت البلاد موجات عالية من الغضب الشعبي تبين من خلاله الرفض الجماهيري المطلق لكل المشهد السياسي ، غضب كللته مطالبة برحيل الجميع ، وأثناء ذلك كانت الأطراف السياسية المعنية منكبة علي معركة افتكاك والاستحواذ علي الكراسي وقسمتها ، وصعدت الحكومة رغم الرفض والحتجاج تحت شعار …..اشرب والا كسر قرنك ……
الحكومة هي تقريبا الدولة ، وكيف للدولة أن تحكم شعبا ينادي برحيلها قبل ولادتها في وقت تحتاج فيه الحكومة لثقة القاعدة الشعبية ومساندتها وانظباطها .
اعتقد ، وهذا رأيي، أن رئيس الحكومة فوت علي البلاد وعلي نفسه فرصة ذهبية لتثبيت موقعه ، حيث انه كان همزة الوصل بين الأطراف المتناحرة بالرغم من أنه طرف في النزاع ، وكان يمكنه أن ينتهج رحابة الصدر وسعة البال أو بلغة اخري الدهاء السياسي ، وان يمد جسور التقارب مع الأطراف المستعصية حتي وأن كلفه ذلك شيئا من التنازل الذكي الذي يحسب له لدي الراي العام ، وهي كذلك خطوة لتهدئة الأجواء المحيطة به والعمل في مناخ مناسب ويكون القائد الفعلي للسفينة في ظل تشتت الاخرين ، ولكن ربما كان رئيس الحكومة في ظروف لا تسمح له بذلك ….والله لا يعطينا ما يغلبنا”.
* عمر منصور: قاضي، والي و وزير العدل سابقا
شارك رأيك