الرئيسية » الأبعاد السياسية للرسالة المشبوهة الموجهة لرئاسة الجمهورية التونسية

الأبعاد السياسية للرسالة المشبوهة الموجهة لرئاسة الجمهورية التونسية

ليس موضوعي إن كانت الرسالة المشبوهة التي تلقتها رئاسة الجمهورية يوم 25 جانفي 2021 مسمومة أم لا، كما لست معنيا بالحيثيات الأمنية و الفنية و القضائية، ما يهمني تحديدا يتلخص في السؤال التالي : هل يمكن للرسالة أن تكون لها خلفيات و أبعاد سياسية ؟

بقلم مرتجي محجوب

في هذا الإطار ، فإني أستحضر الأخبار و المعطيات التالية التي تربط بينها اعتبارات سياسية داخلية و خارجية كثيرة و إن كانت غير بادية للعيان من الوهلة الأولى: 

– مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية القوات التركية و الروسية بمغادرة ليبيا،

– المصالحة الخليجية والتطبيع الخليجي الإسرائيلي، 

– بيان الرئاسة الجزائرية المتعاطف مع الرئيس قيس سعيد و الذي استبق حتى بيان رئاسة الجمهورية التونسية،

– وضعية اللااستقرار السياسي و الاجتماعي في تونس منذ رحيل النظام السابق و اللذان لا يمكن معالجتهما في ظل النظام و المنظومة السياسية الحالية،

– الشعبية الكبيرة التي لا زال يتمتع بها رئيس الجمهورية قيس سعيد. 

الخلاصة : يبدو أن ورقة مراهنة الأمريكان على الإخوان المسلمين كبديل للأنظمة السابقة قد احترقت و لم يعد لها من جدوى و لا فائدة مقارنة پأهداف الأمريكان في الاستئثار بمشاريع إعادة الإعمار و النهب المقنن لثروات الدول العربية في ظل أنظمة مركزية قوية و مطيعة في نفس الوقت. اذا، فهي رسالة سياسية موجهة لطرف عليه أن يستوعب جيدا أن الدعم الخارجي الذي كان يتمتع به قد انتفى و أن التوجه القادم هو رغبة الأمريكان في سيناريو جديد يحقق حدا أدنى من الاستقرار السياسي و الأمني داخل بعض دول ما يسمى بالربيع العربي.

في تونس، لا أستغرب التوجه عما قريب نحو تغيير النظام السياسي شبه البرلماني نحو نظام رئاسي و بموافقة النهضة…

ننتظر لنرى ، و لو أني مصر على أنها رسالة سياسية و خصوصا بالنظر لسذاجة السيناريو المتعمدة و المقصودة حتى تكون الرسالة بمثابة الإنذار قبل الإقصاء.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.