الرئيسية » موكب تأبين الموسيقار الكبير حمادي بن عثمان

موكب تأبين الموسيقار الكبير حمادي بن عثمان

موكب تأبين الموسيقار الكبير حمادي بن عثمان الذي وافاه الأجل المحتوم الثلاثاء 16 فيفري 2021 بحضور عدد من أفراد عائلته وثلة من الفنانين والمبدعين والفاعلين في الحقل الثقافي.

وفيما يلي نصّ كلمة التأبين :

بسم الله الرحمان الرحيم

الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر

وإنا لله وإنا إليه راجعون

نودّع اليوم بكثير من التأثر والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره.. قامة من قامات الموسيقى التونسية الأصيلة، الموسيقار الكبير الأستاذ حمادي بن عثمان. لقد غيّب الموت مساء يوم أمس أحد أعمدة الموسيقى التونسية، الذي وسم الساحة الموسيقية والثقافية بفنه وإبداعه وروحه الطيّبة، طيلة مسيرة ثرية امتدت زُهاء أربعة عقود،

مسيرة حافلة بالعمل والعطاء، تعليما وإدارة وفنا، فقد كان سي حمادي رحمه الله حاذقا لعلوم الموسيقى وقواعدها عزفا وتلحينا، وكان أستاذا مربيا لأجيال من أبناء تونس خلال فترة تدريسه بكل من المعهد الوطني للموسيقى والمركز الوطني للموسيقى والفنون الشعبية بسيدي صابر.. وشارك باعتباره أستاذا للموسيقى في وضع برمجة المرحلة الثانية (العليا) للتعليم الموسيقي بتونس، وله عدة مقالات نقدية في المجال الموسيقي ومقالات حول الموسيقى التراثية والمسرحية والموسيقى المعاصرة.

وتقلّد صلب وزارة الثقافة عديد المناصب، منها إدارة الفرقة الوطنية للموسيقى والفرقة الوطنية للفنون الشعبية والمركز الوطني للموسيقى والفنون الشعبية والمعهد الوطني للموسيقى ومديرا لإدارة الموسيقى والرقص… إضافة إلى إشرافه على مصلحة الموسيقى بالإذاعة التونسية في مناسبتين.

كما انتخب رئيسا للجامعة التونسية للشبيبة الموسيقية (1983) وعضوا بمكتب الجامعة العالمية للشبيبة الموسيقية وبلجنة السنة العالمية للشباب (1985) وعيّن مستشارا موسيقيا لمهرجان قرطاج الدولي في عدة مناسبات. وسيبقى الأستاذ حمادي بن عثمان خالدا في ذاكرتنا، من خلال عديد الأعمال المتميزة التي أثرى بها الرصيد الغنائي التونسي، والتي تقاسم فيها مع التونسيين من خلال ألحانه وبأصوات كبار المطربين الذين تعاملوا معه.. مشاعر الاحتفال والفرح والتغني بالوطنية والحب والعواطف النبيلة، على غرار السيدة علية ولطفي بوشناق وسنيا مبارك وصابر الرباعي والراحلة ذكرى محمد والشاذلي الحاجي وغيرهم …

و أجاد فيما أبدع من موسيقى تصويرية لما يزيد عن ستين عملا مسرحيا ودراميا وسينمائيا، فكان مُلهِما في ذلك لمن سار على دربه في هذا المجال، ودخل بيوت التونسيين من خلال موسيقى عديد الأعمال الدرامية التلفزية التي بقيت راسخة في الذاكرة الوطنية مثل: دعبل أخو دهبل – الخطاب على الباب – ريحانة – وردة – ماطوس.. وأفلام سينمائية مثل: عرب – شيشخان – السفراء – حبيبة مسيكة.. ذكرا لا حصرا،

كما وضع الموسيقى المميزة لعديد التظاهرات الثقافية والرياضية الإقليمية والدولية ببلادنا، على غرار أيام قرطاج المسرحية في دورتها الأولى والعرض الافتتاحي لألعاب البحر الابيض المتوسط سنة 2001.

الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر

لقد تبوّأ فقيدنا مكانة أهلته ليكون سليل جيل من الرواد الذين طبعوا الأغنية التونسية بالأصالة والإبداع وأضفوا عليها الذوق الراقي والحسّ المرهف باختيار مدروس للكلمات الشعرية وتطويعها لحنا متميزا، وحاز في كافة مراحل حياته وبتميّز أعماله وإتقانه ومثابرته، حبَّ من عرفه ومن تتلمذ على يديه واشتغل تحت إدارته وتعامل معه، ونال بكريم أخلاقه وخصاله وطيبته، الاحترام والإعجاب أينما حلّ، وكان أهلا، وبكل اقتدار للتكريمات والأوسمة التي تقلّدها في عديد المهرجانات الوطنية والعربية والدولية… اعترافا بإبداعه وقيمة ما قدمه من أعمال.. من أهمها جائزة أحسن موسيقى للأعمال الدرامية التلفزية ”في المهرجان الثاني للتمثيليات العربية سنة 1983 و”الميكرفون الذهبي” في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة،

ونال سنة 2015 جائزة المجمع العربي للموسيقى العربية عن مجمل أعماله ومختلف أنماط الألحان والموسيقى التي قدمها. وكان قبل ذلك ممثلا لتونس بهذا المجمع حتى سنة 2012.

تغمّد الله الفقيد حمادي بن عثمان بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهله وأحبابه والعائلة الثقافية جميل الصبر والسلوان…

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.