الرئيسية » دفاعا عن الباحثتين المجتهدتين نوال السعداوي وألفة يوسف ضد السلفيين المقلدين المرددين

دفاعا عن الباحثتين المجتهدتين نوال السعداوي وألفة يوسف ضد السلفيين المقلدين المرددين

تعرضت الباحثة المصرية نوال السعداوي في حياتها و بعد مماتها إلى هجومات تقطر جهلا و غباءا و حقدا من طرف أصحاب الفكر السلفي المغلق مثلما تعرضت و ما تزال تتعرض الباحثة التونسية ألفة يوسف إلى تهجمات السلفيين المقلدين المرددين الذين لا يفقهون من النص القرآني غير ما لقنوا إياه. والكاتب في هذه التدوينة يدافع عن منهج الباحثنين في القراءة والتأويل…

بقلم عبد الرزاق بن خليفة *

نوال السعداوي وألفة يوسف من نساء العرب اللواتي أنفقن الجزء الأكبر من حياتهن الأكاديمية في دراسة القرآن… ألفة يوسف صاحبة أطروحة دكتوراه دولة عنوانها “تعدد المعنى في القرآن”… كثيرون ممن كفروها وأهدروا دمها لأسباب سياسية لا يعلمون ذلك… ولا يتساءلون كيف لباحثة ان تسخر حياتها لدراسة القرآن ان تكون “عدو الله” و”عدو الدين”؟

كثيرون لا يفقهون ولا يقدرون حق قدر باحث يحمل هم المعرفة وهاحس العلم لفهم القرآن والأديان عموما… بصرف النظر عن النتائج التي توصل إليها والتي تبقى نسبية… وينظر إليه كما لو أن روحا شريرة تدعوه إلى البحث و الانتهاء إلى ما انتهى اليه… وكيف لهؤلاء أن يعطوا صكا على بياض لابن حنبل أو ابن تيمية وهم بشر مثلنا… ويستكثرون ولو شيئا من التقدير لأي بشر آخر نذر حياته للبحث؟

أطروحة دكتوراه ألفة يوسف حول “تعدد المعنى في القرآن” إنما انطلقت من فرضيات طرحت أمام الأولين السلف… أيضا… انطلقت الدكتورة الفة يوسف من أمر بديهي وهو تعدد المعنى والدلالة في اللغة… سواء لكون اللغة حمالة أوجه بطبيعتها (أعطت مثل كلمة “عين” تعني عضوا في الجسد وتعني عين الصواب…) أو لأن المتلقي لتلك اللغة أيضا هو شخص مختلف… ولما كان القرآن لغة فمفرداته عبارات تحمل أكثر من معنى… ويكفي أن نذكر مثلا بأن الأولين احتاروا في آيات الصفات مثل “يد الله فوق أيديهم” أو “الرحمان على العرش استوى” أو “يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” … فتساءل البعض هل لله يد وعرش ووجه؟ واتفق السلف على أن له يد وأنه يمسك السماوات والأرض بيده اليمنى. هكذا!

وخلاصة قول ألفة يوسف أن للقرآن معان وليس معنى واحد. والمعنى الحقيقي للقرآن هو في اللوح المحفوظ عند الله وانه بعد وفاة الرسول أصبحت المعاني التي نفهمها نحن عبر المفسرين هي اجتهادات لا غير… وهي معان ممكنة… ألم يقل سبحانه “لا يعلم تأويله إلا الله ” أي أن القصد الصحيح هو عند الله فقط اما التفاسير الأخرى فهي معان ممكنة لا غير…

فضل أمثال الفة يوسف ونوال السعداوي على غيرهما أنهما اجتهدتا… ولم تكونا من المقلدين… المرددين… الذين توقف عندهم الزمن في القرن الخامس ميلادي… ولا يطوفون إلا في الهوامش والمتون…

* ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.