الرئيسية » الندوة الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية: الرؤية والآفاق

الندوة الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية: الرؤية والآفاق


انتظمت، أمس، الأربعاء 31 أفريل 2021، أولى الندوات الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية بعنوان “مهرجان الأغنية التونسية : الرؤية والآفاق” بإشراف الفنان الملتزم صالح حميدات، وبحضور أعضاء من الهيئة المديرة للمهرجان على رأسهم المدير الفني شكري بوزيان  بالإضافة إلى عدد من الموسيقيين والمهتمين بالشأن الموسيقي.

وتضمنت الندوة التي تندرج في إطار الفلسفة الجديدة للدورة العشرين للمهرجان، مداخلتين لمؤسس مهرجان الأغنية الفنان  فتحي زغندة والمستشار الفني لمهرجان الأغنية الفنان الشاعر حاتم القيزاني، تتعلق الأولى بمراحل تأسيس المهرجان والثانية برؤية الدورة الحالية.

وقبل انطلاق محاور الندوة، تحدّث الفنان صالح حميدات عن برنامج الندوات  الفكرية الممتدة على أيام 31 مارس و1 و2 أفريل، والتي تبحث مسألة الأغنية التونسية من جوانب مختلفة من بينها الواقع والآفاق ومشاكل الإنتاج والتسويق والدعم وعن أهمية هذا التقليد الجديد الذي ارسته الهيئة المديرة للمهرجان.

وفي كلمته، أكّد الإصرار على إنجاح هذه التجربة وتكريسها بهدف تغيير الواقع وتطويره ونظرا لأهميتها في تأسيس رؤية تولي الفنان التونسي القيمة التي يستحقها في تونس وخارجها.

من جهته تطرّق المدير الفني للدورة العشرين للمهرجان الفنان شكري بوزيان إلى أهمية هذا المهرجان بالنسبة الى الفنان والى الأغنية التونسية التي خفت بريقها في السنوات الأخيرة وإلى الرهانات التي تواجه عودته بعد انقطاع دام 12 سنة وإلى اهمية وضعية تصور في علاقة بتنظيمه.

وفي الجزء المخصص للحديث عن مراحل تأسيس المهرجان منذ سنة 1987، عرّج الفنان الملحن فتحي زغندة على الفترة التي سبقت المهرجان والتي اتسمت ببروز مهرجانات على غرار مهرجان صليحة ومهرجان علي الرياحي كما فسّر الكلمات المكونة للمهرجان اصطلاحا ليطرح عديد التساؤلات بخصوص ماهية الأغنية التونسية أو اللون التونسي ولينتهي إلى تعريفه على أنه عصارة لما أفرزته أرض تونس من خصائص وهو ما ينطوي على لمسة تونسية.

وفي استعادة لبعض من ملامح الدورة التأسيسية لمهرجان الأغنية، تحدّث عن نجاحها فنيا وتنظيميا وإعلاميا وعن تضمن هذا النجاح لأسباب كادت تذهب به إلى الفشل إذ اشتدّ الجدل مع تتالي الدورات ومثلت نتائج لجان التحكيم إشكالا ببروز متظلمين في كل دورة وهو ما دفع إلى إلغاء الجوائز في إحدى الدورات.

وإن كان للمهرجان انعكاسات ايجابية من خلال حث المبدعين في مجالات التلحين والشعر والغناء على الإنتاج وهو ما تترجمه الإنتاجات القيمة حينها إلا أنه بقي يتخبّط في إشكاليات عقيمة أغلبها غير موضوعي، وفق حديث الفنان فتحي زغندة الذي لم يفوت المناسبة للحديث عن حيرة الفنان التونسي أواسط التسعينات أمام اتجاه  وسائل الإعلام الوطنية إلى دعم الاغاني الوافدة من المشرق أو الخليج وظهور شركات الإنتاج

وتضمنت المداخلة المخصصة للحديث عن مراحل تأسيس المهرجان، تشخيصا لواقع الأغنية التونسية اليوم وهو يشبه واقعها في أوائل القرن الماضي ويتميز بسطوة الأغاني غير التونسية وتساؤلات عن مدى استجابة الأغنية التونسية لحاجة الجمهور وعن مكانة الفنان التونسي وعن دور وزارة الشؤون الثقافية في الدعم وعن الجدوى من استغلال الأغاني التونسية في الإشهار.

أما في الجزء المخصص للحديث عن آفاق تطوير الأغنية التونسية، تحدّث المستشار الفني للدورة العشرين لمهرجان الأغنية الشاعر حاتم القيزاني عن الفلسفة الجديدة للمهرجان والتي تقوم على استحداث آليات جديدة لتطوير الأغنية التونسية وانتشالها من الركود والبحث عن حلول ناجعة لتجعل منه إطارا لاكتشاف المواهب من الشمال إلى الجنوب.

وترتكز هذه الفلسفة، وفق ما ورد في مداخلة الفنان حاتم القيزاني، على تشريك كل الأطراف الفاعلة في المشهد الموسيقي في التحضيرات للمهرجان من خلال زيارات ميدانية لأغلب الولايات والتي تُوِّجت بتشريك الجهات في اللجان وهو تمش يضمن التنوع داخلها.

وفي علاقة بالمادة الغنائية التي ارتأت الهيئة المديرة أن تفسح المجال في المسابقات إلى الإبداع الحر سواء على مستوى المعزوفات والأغاني بالإضافة إلى مسابقة الأغاني الوترية و مسابقة الأغنية الملتزمة التي تحمل اسم الشاعر منور صمادح ومسابقة أحسن فيديو كليب التي تأتي في إطار الإيمان بدور الصورة في الترويج للأغنية التونسية.

كما كانت مداخلة القيزاني فرصة للتذكير بأركان أخرى لمهرجان الأغنية التونسية في دورة العودة والتي تتضمن معرض صور لأعلام الموسيقى ومعرض مصادر ومراجع ومؤلفات موسيقية بالشراكة مع المكتبة الوطنية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.