الرئيسية » تونس المسروقة لنا تعود… و إنّا إليك يا تونس، إنشاء الله، لعائدون…

تونس المسروقة لنا تعود… و إنّا إليك يا تونس، إنشاء الله، لعائدون…

لأن الرئيس قيس سعيد هو ذلك المؤمن بحق و ذلك المتواضع بحق و ذلك المستقيم بحق فسيتشرّف بحمله كرسي الرئاسة و ستحمله الناس في القلوب و سيُكرمه الله جلّ في عُلاه و يَشْدُدْ أزره و يُسدِّد خُطَاهْ. و الأمل كل الأمل أن ينجح في سعيه إلى تسوية الأوضاع في البلاد و تنظيفها من الفاسدين.

بقلم كريمة مكي *

و لكن لماذا لم يبتهجوا بما فعل قيس سعيد لتونس في يوم عيدها : عيد الجمهورية المجيد؟!

ألم يقولوا أنّهم يكفرون بالنّهضة و أنّها الشيطان الأكبر و أنّهم لا يتخيّلون تونس التي ʺيُحبّونʺ إلاّ بدونها!!

أم أنّهم لم يتخيّلوا أن يفكّر في إزاحة النّهضة من علياءها أحد غيرهم حتّى لا يرث إرثها و لا يسرق ما سرقت سواهم و حتى يقتسموا و من معهم، تونس المسروقة من شعبها، كما يُحبّون و يشتهون!

منذ الثورة المأسوف على شبابها و نحن الصامتون نعاني من أهل الحدثوت المأجورين في تونس ما لم نعانيه من النهضة الخبيثة، التي، و الحق يقال، كانت تلعب بوجه نصف مكشوف و إن كان للعارفين منّا جدّ مفضوح، أمّا أصحاب الأحزاب و الجمعيات و الجماعات الحداثية و بخاصة أهل الثقافة و الانفتاح فلطالما صدّعوا رؤوسنا بالدفاع الأجوف الصارخ عن الدولة المدنية و عن القيم الجمهورية و خاصة خاصة عن حقوق المرأة التونسية و أقصى أمانيهم الدفينة أن يلتقوا مسؤولا كبيرا أو تلتقط لهم صورة مع سفير دولة كبيرة أو أن يعبّروا- لنا نحن- عن مساندتهم لروني الطرابلسي في محنة مرضه!!

هؤلاء الحدثوت الثقفوت الذين أهلكونا بأوهام الوصول إلى الحكم و كنس الإخوان المسلمين، و كأن النهضة شرّ مطلق و كأن كلّ من فيها طالحين، كانوا في كلّ انتخابات يذيقون أتباعهم مرّ الهزيمة و إن فازوا مرّة-بفضل الباجي- فأغلبيتهم غير مريحة و مضطرين للتحالف مع الاخوان!! هكذا يبرّرون… ثم يعاودون الوعود و يَعِدون برصّ الصفوف وبأنهم في المرّة القادمة هم الرابحون ! فيُصدقهم الغافلون و يناصرهم و يدعمهم الطمّاعون حتى و هم يرونهم أعجز من أن يجمعوا عدد يكفي من الإمضاءات لزحزحة زعيم النهضة من رئاسة البرلمان.

و تسألهم ببراءة المحب للبلد: لماذا لا تُساندون قيسًا و هو ضدّ النهضة فيتغامزون و يتضاحكون و يُتَمْتِمُون : و هل في قيسٍ هذا مطمعٌ!

يريدون رئيسا من طينتهم يحكمون معه و يتحكّمون بتونس الأسيرة و يُهدون لحمها للقريب و للقويّ الغريب!

منذ عشر سنين و هم يُلقون بالطُّعم لأهل الطمع في الدّاخل و الخارج: نحن من سيحكم…سنصل للحكم قريبا فكونوا معنا اليوم… نُطعمكم منى خيراتنا غدا…

و لم يأتهم هذا الغد لا مع عبد الكريم الزبيدي و كانوا أكثر من يعرف حدوده و لؤمه و خبثه رغم بساطته الظاهرة، و لا مع نبيل القروي رغم فساده و غروره و قباحة ألفاظه و تدنّي خِطابه و لن يأتيهم أبدا مع عبير موسي رغم أنّ منهم من مازال يحلم و سيظلّ يحلم، حتى بعد 25 جويلية 2021 بعبير موسي رئيسة لتونس رغم تاريخها التجمّعي الأسود و رغم تهريجها البرلماني الفجّ و رغم تمثيلها البارد و المفضوح.

لتونس الحديثة ثلاثة رؤساء رحلوا و رابعهم قيس.

رؤساء شرّفوا تونس و تشرّفت بهم رغم تفاوت مزاياهم و عيوبهم:

1 بورقيبة: السياسي الألمعي ذي الفكر الثاقب.

2 بن علي: العسكري المحنّك الذي كان يخشى على بلاده شرّ الداخل و الخارج كما يخشى ربّ الأسرة الصالح على بيته و أهل بيته.

3 الباجي : الأب الحنون و السياسي المتّزن و الديبلوماسي البارع اللّبق.

هؤلاء فقط أحبّوا تونس و أخلصوا لها فأخلصت لهم و كتبت أسماءهم في سِجلّها المضيء.

أمّا الثلاثة الآخرين فكان حصولهم على الرئاسة في غفلة من تونس على بوّابة حكمها فكان دخولهم كخروجهم لا رنّة فيه و لا رنين و ما رأينا إلاّ صورة باهتة للمبزّع و محمد الناصر و صورة مُذلّة للمرزوقي الخبيث ذي التواضع المغشوش.

ستبقى الرئاسة مكانا عليّا و مكانة سامية لا يبلغها إلا أصحاب العزم و الهمّة أولئك الصادقين حقا في حمل الأمانة فمن بلغها كذلك نال عِزّها و من دخلها مصادفة أو مخابثة نال فقط سُمّها.

و لأن قيس سعيد هو ذلك المؤمن بحق و ذلك المتواضع بحق و ذلك المستقيم بحق فسيتشرّف بحمله كرسي الرئاسة و ستحمله الناس في القلوب و سيُكرمه الله جلّ في عُلاه و يَشْدُدْ أزره و يُسدِّد خُطَاهْ.

إنه عصر جديد سندخله و فيه سنستعيد صِدقنا و عافيتنا و أدبنا و قيمنا و لغتنا و ديننا العظيم.

سيعود للتعليم العمومي صولته و للأخلاق رِفعتها و للقضاء عدله و هيبته و للإعلام الحقيقي صِدقه و سُلطته.

إنّها مسألة وقت و لن يطول و سيعود الدُرّ إلى معدنه و سينزوي المنافقون و سيندثر الطمّاعون و ستعود لنا تونس البهيّة الأبيّة…

تونس يا سُرّة العالم و سِرّه…

يا دُرّة وضعها الله على الأرض…

منك سينتشر الصّدق في الكون و في أرجاءه سيفوح الورد و الياسمين و الفُلّ.

* كاتبة و مدونة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.