الرئيسية » تونس : ماذا وراء توسع التأييد الشعبي للرئيس قيس سعيد ؟

تونس : ماذا وراء توسع التأييد الشعبي للرئيس قيس سعيد ؟

قيس سعيد والجيش الأبيض في مراكز التلقيح يوم 8 أوت 2021.

بعد الإعلان عن الإجراءات الدستورية الاستثنائية ليلة الأحد 25 جويلية 2021 من طرف رئيس الجمهورية تشهد تونس عناصر توسع التأييد الشعبي للرئيس قيس سعيد وإنهاء الاستقطاب الثنائي النهضة-الدستوري الحر وتدمير المنظومة الحزبية القديمة.

بقلم رابح الخرايفي *

تعاظم مزاج التأييد الشعبي للرئيس قيس سعيد بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها بتاريخ 25 جويلية 2021 بناء على الفصل 80 من الدستور.

تمثلت هذه العناصر في تعليق عمل مجلس نواب الشعب ورفع الحصانة البرلمانية على جميع النواب (العنصر الأول). واعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من الوزراء وإزاحة النهضة من الحكم (العنصر الثاني). ووضع عدد من الشخصيات تحت الإقامة الجبرية (العنصر الثالث). ونجاح اليوم الوطني للتقليح ضد وباء كورونا 19 (العنصر الرابع). وقد كانت نتيجة هذه الإجراءات إنهاء الاستقطاب السياسي الثنائي العبثي، النهضة-الدستوري الحر (العنصر الخامس). وتدمير منظومة الأحزاب القديمة (العنصر السادس).

العنصر الأول هو تعليق عمل مجلس نواب الشعب ورفع الحصانة على جميع النواب، إذ حرر القضاء لمباشرة أعماله وذلك بتنفيذ الأحكام القضائية الباتة ( ياسين العياري)، والبطاقات القضائية (إيداع بالسجن لفيصل التبيني). ومباشرة الأبحاث ضد ( الاسبوعي الجديدي، سيف الدين مخلوف، محمد العفاس، عبد اللطيف العلوي…).

العنصر الثاني المساهم في توسيع دائرة التأييد الشعبي لقيس سعيد هو إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من الوزراء المحسوبين على حركة النهضة وحلفائها.

العنصر الثالث يتمثل في اتخاذ وزير الداخلية قرار وضع تحت الإقامة الجبرية كل من الطيب راشد، الرئيس الأول لمحكمة التعقيب المتهم بالفساد، و بشير العكرمي، وكيل الجمهورية السابق لاتهمامه بالتواطئ مع النهضة والارهابين، كما وضع تحت الإقامة الجبرية أنور معروف، الوزير السابق، أحد عناصر النهضة.

العنصر الرابع تمثل في نجاح اليوم الوطني للتلقيح ضد وباء كورونا 19 المنظم بتاريخ 8 أوت 2021، إذ تم تلقيح نصف مليون شخص في يوم واحد.

العنصر الخامس يتمثل في إنهاء الاستقطاب الثنائي النهضة – الدستوري الحر، الذي ولد صراع سياسي عبثي سئمه التونسيون.

العنصر السادس يتمثل في تدمير المنظومة الحزبية القديمة التي عجزت عن فهم التحولات العميقة وإدماج نفسها في هذا السياق السياسي التونسي الجديد.

يبقى السؤال عما إذا كان هذا التأييد من مخزون الذين كانوا رافضين التصويت أم هم الذين صوتوا للأحزاب الصغرى أم من الإثنين. هذا التأييد يجرنا الي طرح سؤال كيف ستتشكل الحياة السياسية في تونس في المستقبل المنظور ؟

* محام لدى التعقيب – باحث في القانون الدستوري والقانون النيابي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.