الرئيسية » عادل اللطيفي يكتب “حول افغانستان” و عودة طالبان إلى السلطة في كابول

عادل اللطيفي يكتب “حول افغانستان” و عودة طالبان إلى السلطة في كابول

الزلزال اليوم الأحد 15 أوت 2021 حدث في افغانستان. العالم كله يتساءل عن تسارع الأحداث في هذا البلد الذي دخلته أمريكا منذ 20 سنة و سرعة سقوط كابول في أيدي الظلاميين من طالبان و هروب الآلاف من المتساكنين و المحتشدين في المطار في انتظار الرحيل و الطوابير من أمام البنوك و….

عادل اللطيفي استاذ علم الاجتماع في الجامعات الفرنسية كتب اليوم تحليلا لما حدث في افغانستان، جاء كالتالي:

عادل اللطيفي

“حول افغانستان:

عودة طالبان اليوم إلى السلطة في كابول وبغض النظر عن البعد السياسي الآني تطرح في أعماقها إشكالية الدولة الوطنية في المجتمعات التي مازالت فيها ثقافات ما قبل الدولة فاعلة (القبلية، الطائفية، الاختلافات الإثنية، وهي ثقافات محلية أو ما تحت الدولة). هي نفس الميكانيزمات تقريبا، مع اختلافات طبعا، التي نجدها في اليمن وفي ليبيا وفي الصومال وحتى في العراق وسوريا كما حللته في كتاب “الدولة والثورة والحداثة”.
بالنظر، من ناحية، إلى حداثة تشكل الحدود وفي ظروف اصطدام خارجي (الاستعمار) اي غياب تشكل تاريخي للهوية الترابية، وبالنظر إلى حيوية تشكيلات ما قبل الدولة المحلية، فإن عملية بناء السلطة المركزية للدولة تتعثر…لذلك يلجأ الحكام عادة إلى إيديلوجيات ما فوق الدولة مثل القومية العربية في الحالات العربية التي ذكرتها لتجاوز الثقافات المحلية او حتى استعمالها كقاعدة اجتماعية للحكم (السنة، العلوية، جهة سرت..).
ايديولوجيا طالبان، ايديلوجيا الاسلام السياسي، هي بدورها ايديلوجيا تتجاوز الدولة وتجد نفس هذه الميكانيزمات في افغانستان لتقدم نفسها كموحد للأفغان تحت راية الإسلام. هذا ما يفسر رجوعها الذي يعني انتكاسة بناء الدولة الوطنية. لكن طالبان تبقى أيضا وفية لأصلها الإثني من البشتون.
ليس المجال هنا متاحا للتعمق في التفسير اشير فقط الى بعض النقاط التي فسرتها في الدراسة مثل اهمية التحضر (نمط العيش المديني) دور التعليم ومدى تقدم التقسيم الاجتماعي للعمل، ودور التعليم، دور المجتمع المدني…أي مسار تشكل الدولة الوطنية عموما. فبناء الدولة ليس مجرد عملية تقنية كما قام به الأمريكيون في العراق وفي أفغانستان من خلال التركيز على الجيش الذي اخترقته التشكيلات التقليدية المحلية…
مستقبل الشعب الأفغاني القريب يبقى مجهولا والأقرب أن تدخل البلاد في حرب أهلية بالنظر إلى صعوبة التوفيق بين المكونات التقليدية وبالنظر الى ارتباطات هذه الأخيرة بمحاور محلية…
ضمن هذا المشهد نفهم الخصوصية التونسية المتمثلة في عراقة مسار تشكل الدولة الحديثة منذ العهد المرادي تقريبا…
(تجدون في الكتاب مزيدا من التحليل والمقارنات خاصة مع دول أمريكا اللاتينية المختلفة تماما تاريخيا وسوسيلوجيا)”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.