الرئيسية » 2022 مرشح لأن يكون عاما صعبا على تونس، فهل يحقّ لنا أن نتفاءل؟

2022 مرشح لأن يكون عاما صعبا على تونس، فهل يحقّ لنا أن نتفاءل؟

و نحن في تونس و العالم العربي على عتبة عام جديد ينذر بمصاعب جمة نتفاءل ونأمل دائما ولا يمكننا أن نتشاءم لنزرع الأمل في نفوسنا ونفوس البؤساء في هذا العالم المليء بالجروح التي لم تندمل بل تزداد يوما بعد يوم بدءا بمنطقتنا العربية التي شهدت تشرذما كبيرا وشرخا عظيما ازدادت حدّتها مع تعاظم الأزمة الصحية وتفاقمها في كل شبر من أراضينا إلى جانب الكوارث السياسية من فوضى عارمة عمت البلدان التي شهدت ثورات أو انتفاضات بدءا من تونس مرورا إلى ليبيا واليمن والسودان وبعض البلدان.

بقلم فوزي بن يونس بن حديد

اليوم السبت 1 جانفي 2022 يبدأ عام جديد، عامٌ مميز بالأرقام حيث الرقم “2” يتصدر المشهد كما كان الأمر في عام 2020 وحيث تكرر الرقم “2” مرتين، وسيتميز هذا العام بأنه سيحمل الرقم “2” ثلاث مرات، مما يوحي بأن الرقم الجديد سوف يكون أصعب مما كان عليه قبل سنتين حيث تكرر مرتين فقط، ولا أستهل مقالي بتشاؤم بل إن هذا الرقم الذي حدثتكم عنه جذب نظري، فأردتُ أن ألاعبه.

لكننا نتفاءل خيرا وهذه عادتنا ونأمل أن يكون العام القادم عام خير وبركة، وعام هناء وشفاء من كل الأسقام، وعامًا خاليًا من الكوارث الطبيعية والصحية والاقتصادية، وعامًا مليئًا بالمفاجآت الجميلة التي تترك انطباعا طيبا في النفوس بعد أن ذاقت هذه النفوس الويلات خلال عامين مضيا وكأنهما من الأعوام الكبيسة التي شهدت كوابيس على جميع المستويات.

كوابيس على جميع المستويات

ونتفاءل ونأمل دائما ولا يمكننا أن نتشاءم لنزرع الأمل في نفوسنا ونفوس البؤساء في هذا العالم المليء بالجروح التي لم تندمل بل تزداد يوما بعد يوم بدءا بمنطقتنا العربية التي شهدت تشرذما كبيرا وشرخا عظيما ازدادت حدّتها مع تعاظم الأزمة الصحية وتفاقمها في كل شبر من أراضينا إلى جانب الكوارث السياسية من فوضى عارمة عمت البلدان التي شهدت ثورات أو انتفاضات بدءا من تونس مرورا إلى ليبيا واليمن والسودان وبعض البلدان.

ما يحزّ في النفس حقّا أن الأعوام تمضي ودمُ الشعب العربي مازال ينزف، وما زالت قضيّتنا الأولى تشهد منعرجات خطيرة، وقُدسنا تحت سيطرة الصهاينة، وأرضنا في فلسطين والجولان ولبنان تُغتصب بلا حساب، ومع ذلك يعلن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بينيت نفتالي عن بناء المستوطنات في كل مكان من الضفة الغربية والجولان وغير من المناطق إمعانا في الظلم والطغيان، ويتجرّأ قطعان المستوطنين الصهاينة على انتهاك حرمة بيت المقدس بدعم عربي وغربي مُريب.

ما الذي سيجعلنا نتفاءل ونحن نشهد مآسي اللاجئين العرب وغيرهم في بلاد العجم، يموتون في البحر غرقا، ويُهانون ولا يُكرمون، بل يتعرضون للإهانة في كثير من الأحيان، تركوا بلادهم هربا أو طمعا في العيش بسلام، ظنّوا أن الغرب مكان آمن لهم، وإذا بالعنصرية تضرب معهم موعدا لن يُخلفوه، وبالفوبيا يضعون قوانين صارمة تجعل الحجاب إرهابا فتفرض الدول الرأسمالية والشيوعية سطوتها، بينما هم يتجولون عرايا في شوارعنا ونستحي أن نقول لهم إن الذي تفعلونه حرام.

ما الذي يجعلنا نتفاءل ونحن نشاهد مآسي العرب في كل مكان، حرب شرسة على اليمن لم تنته منذ سنوات، أكلت الأخضر واليابس وأفقرت شعبًا بأكمله، وأطفالٌ يموتون جوعًا وتحت القنابل يدفنون، ونساء لم يجدن المأوى المناسب للعيش بكرامة ورجال يدافعون عن أرضهم بكل قوة، ما الذي يجعلنا نتفاءل ونصف شعب سوريا لاجئ في تركيا ولبنان والأردن وأوروبا وأمريكا، ما الذي يدعو للتفاؤل والفرقاء الليبيون يتناحرون بالسلاح من أجل من سيكون الرئيس؟

كمّ هائل من القضايا العربية العالقة

ما الذي يدعونا للتفاؤل والعسكر في السودان يضربون الشعب بيد من حديد، وشعبنا في العراق مزّقته الخلافات الطائفية والمذهبية ومازال الدم هناك يُراق، ولبنان أرهقته الأزمات الداخلية فلم يعد كما كان، والصومال ما زال يرزح تحت وطأة الحرب ضد الإرهاب وبقي على هذه الحال، وتونس لم تعرف طريق الديمقراطية والجزائر تقطع علاقاتها مع جارتها المملكة المغربية، والأردن بدأت تشغله الفتنة النيابية، ودول الخليج بدأت تستقر فيها الأحوال بعد أن فرّقتها أزمة العلاقات.

كل هذا الكمّ من القضايا العربية ينتظره عام 2022، المميّز بأرقامه المُخيف بأحداثه، لا نريده أن يمرّ كما مرّ سلفه 2020 المميز رقما فقط، حيث كان السنة الأسوأ على جميع المستويات، فبعض الأمور بأيدينا نستطيع تغييرها إذا توفرت العزيمة والإرادة والقوة، وأغلبها ليست بأيدينا بل بأيدي خالقنا ندعو الله أن يلطف بنا ويرحمنا ويسبغ علينا نعمه وآلاءه إنه سميع مجيب.

شارك رأيك

Your email address will not be published.