الرئيسية » بين قيس سعيد و راشد الغنوشي : حرب زعامات رحاها تونس…

بين قيس سعيد و راشد الغنوشي : حرب زعامات رحاها تونس…

فيما يعول راشد الغنوشي على اشتداد الضغوط الخارجية على الرئيس قيس سعيد ليستعيد المبادرة هو و حزب النهضة الإسلامي، يزداد الرئيس تصلبا في مواقفه كلما ازداد الضغط في الداخل و الخارج. فيما تظل تونس تترنح و تنتظر حلولا تكاد تكون مستحيلة لمشاكلها الكثيرة.

بقلم توفيق زعفوري *

لا يزال خطاب السيد راشد الخريجي الغنوشي تصاعديا تصادميا، رغم حالة التجميد منذ شهور، و الملاحظة أن تصاعد نبرة الخطاب تتزامن مع زيارة الرئيس قيس سعيد إلى بروكسيل للمشاركة في أشغال الدورة السادسة لقمة الإتحاد الأوروبي – الإتحاد الإفريقي أو إلى الخارج في إشارة إلى إمكانية الضغط عليه دوليا لإعادة قطار “الديمقراطية” إلى سكته، و هو ما يصبو اليه زعيم حركة النهضة الإسلامية منذ الإطاحة به و ببرلمانه ذات 25 جويلية 2021.

راشد الغنوشي يلعب أوراق الضغط الخارجي

يكرر راشد نفس خطاب صهره رفيق عبد السلام بوشلاكة أن “البرلمان عائد لا محالة أحب من أحب و كره من كره”، صغة صبيانيات مغلفة بعنتريات ممجوجة لا علاقة لها بالعمل الديبلوماسي و السياسي، خطاب يدعم استقرار الرجل في حضيض ثقة التونسيين به في أي عملية سبر للآراء إذ استحوذ على أزيد من 89٪ في آخر عملية…

و رغم إجماع التونسيين بدء من المجتمع المدني إلى المنظمات الوطنية و خاصة موقف الإتحاد العام التونسي للشغل و هيئة المحامين أنه لا مجال للرجوع إلى ما قبل 25 جويلية، لا يزال السيد الغنوشي مصرّا على إعادة دوران عجلة التاريخ إلى الخلف بنفس الآيات و نفس الآمال من قبيل “أحب من أحب، و كره من كره”!

و رغم تسقيف الفترة الإستثنائية و تحديد زمن الإصلاحات و الانتخابات التشريعية القادمة… رئيس البرلمان المجمّد يلعب أوراق الضغط الخارجي و يعوّل عليه كثيرا خاصة مع اشتداد الأزمة المالية و تزامنا مع محادثات تونس مع الجهات المانحة و يأمل أن يتراجع الرئيس قيس سعيد عن الخطوات التي بدأها منذ 25 جويلية، و هو سيناريو ليس موجودا إلا في خيال السيد الغنوشي و صهره و بعضا من المؤلفة قلوبهم.

الرئيس سعيد يزداد تصلبا كلما ازداد الضغط

و الأغرب أن الرئيس لا يبالي بهكذا ضغوط و لا بأي أصوات تأتي من الخارج، بل إنه يتصلّب أكثر في نعتها بالعمالة و الخيانة، و انه من أنصار سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و هو نفس موقفه من الأزمة الليبية، و يصر ان الحل ليبي – ليبي، تماما كما هو الحال في تونس، الأزمة داخلية و حلها من الداخل، دون تدخل أي طرف خارجي.

هذا هو أصل الخلاف بين الرئيس و بين من يستنجدون بالخارج و تتعالى أصواتهم من الخارج و يتوسلونه في كل مناسبة من أجل جبر ما كُسر رغمًا عن إرادة التونسيين…

رغم انحدار شعبية رئيس الجمهورية، فهو لا يزال يحظى بأكثر منو 60٪ من ثقة التونسيين، و رغم بطء الإصلاحات وتعقدها و اشتداد الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية، لا يزال يأمل التونسيون في انفراج الأوضاع و هي المساحة و الفضاء الذي يتحرك فيه الرئيس و يعوّل عليه، أزمات يدرك أغلب التونسيين أنها مفتعلة، و أنه لا بد من إجراءات أكثر صرامة لمواجهة الفساد و الفاسدين و أن الأمر يأخذ وقتا طويلا و لكنه على حساب الاستقرار و السلم الأهلي فلا ضمانة لكليهما مع انعدام الرؤية الأفقية.

محلل سياسي.

‎‎

شارك رأيك

Your email address will not be published.