الرئيسية » حزب العمال حول الاستشارة الالكترونية: “ويستمر الفشل في تزوير إرادة الشعب” (بلاغ)

حزب العمال حول الاستشارة الالكترونية: “ويستمر الفشل في تزوير إرادة الشعب” (بلاغ)

تشارف المدة المخصصة لتنظيم ”الاستشارة الالكترونية” على الانتهاء. ورغم المجهود الجبار الذي بذله قيس سعيد وتوظيفه أجهزة الدولة ومقدراتها إلاّ أنّ عدد المشاركين في هذه المهزلة ظل محدودا جدا وليس ثمة ما يؤشر في البلاد أنّ “استشارة شعبية” بصدد الإنجاز عدا خطب سيادته التي بررت ضعف الإقبال تارة بضعف التغطية الالكترونية وطورا بوقوف جهات مشبوهة وراء ذلك، وهو دليل تخبط وارتباك للمسار الشعبوي الذي فرضه سعيد على تونس بعد أن عانت طيلة عقد كامل من إجرام حركة النهضة وحلفائها من قوى ليبرالية وظلامية.

إنّ حزب العمال الذي لا يستغرب فشل الاستشارة الشكلية والكاذبة التي لا تعدو أن تكون تلاعبا من صنف آخر بآمال الشعب وتطلعاته وتوظيفها لتمرير مشروع رجعي استبدادي، فإنه:

يجدّد دعوة الشعب التونسي إلى مواصلة مقاطعة الاستشارة المهزلة وتوجيه صفعة للشعبوية التي لا همّ لها سوى فرض توجهاتها اللا ديمقراطية الخاصة بالنظام السياسي والقانون الانتخابي في اتجاه توظيفها لخدمة الدكتاتورية الجديدة.

ينبّه إلى كون الاستشارة المهزلة ليست سوى غطاء لمواصلة اتّباع نفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية القائمة على التبعية والخضوع لإرادة وتعليمات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ودوائر النفوذ الاستعماري العالمي رغم الانعكاسات المدمّرة على أوضاع الشعب التي بلغت درجة غير مسبوقة من السوء والتدهور بسبب غلاء الأسعار وندرة المواد الأساسية (زيت، سكر، سميد…) وتردي الخدمات العامة.

يُدين تسخير إمكانيات الدولة لإنقاذ الاستشارة من الفشل الذريع في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية خانقة.

يعتبر أنّ مخطط قيس سعيد ليس هدفه إنقاذ تونس من منظومة الفساد والعمالة بقيادة حركة النهضة التي عملت على تدمير تونس طوال العشرية الماضية. إنّ تفكير قيس سعيد وممارسته لا يخرجان عن دائرة التفكير اليميني المحافظ وعن خدمة مصالح الأقليات الثرية والارتباط بالمحاور الإقليمية والدولية الرجعية والارتهان للموسسات المالية العالمية. ومن آخر مظاهر الولاء للقوى الاستعمارية الغربية التصويت في الأمم المتحدة لصالح القرار الأمريكي الخاص بالحرب الروسية الأوكرانية.

يهيب بكل القوى التقدمية أحزابا ومنظمات وشخصيات أن تتشاور في أفق خلق وتنشيط القطب التقدمي المستقل المناهض للمخاطر الشعبوية والظلامية والدستورية التي تتصارع من أجل السيطرة على بلادنا وشعبنا.


حزب العمال
تونس في 3 مارس2022

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.