الرئيسية » مارك زوكربيرغ في قلب الصراع الروسي الأوكراني

مارك زوكربيرغ في قلب الصراع الروسي الأوكراني

مارك زوكربيرغ أثناء زيارته إلى موسكو في أكتوبر 2012.

عندما تكون مصالحها في خطر تنسى الولايات المتحدة و الدول الغربية عموما كل المبادىء التي أسست عليها خطابها الديمقراطي جدا فتصبح الدعوات إلى العنف و الإرهاب ضد أعدائها مقبولة بل تصبح تحرض عليها.

بقلم توفيق زعفوري *

قرأت منذ أيام خبرا أثار إستغرابي، و فضولي، و لكن ليس لحد الصدمة، فقد تعودت أن أضع سقف توقعاتي في حدود دنيا، و ذلك لأني أتوقع كل شيء… 

الخبر يقول أن إدارة انستغرام و فيسبوك سيسمحان بالخطاب العنيف دعما لأوكرانيا و نكاية في روسيا و تحديدا ضد الرئيس بوتين و لهذا قرأنا حتى عبارة “الموت لبوتين”! عبارة كانت وسائل الإعلام الغربية المرئية و المسموعة و وسائل و التواصل لديها تجعل عليها أقفالا كبيرة و تخضع كغيرها لضوابط خوارزمية صارمة. 

دعوات أمريكية صريحة للعنف و الإرهاب

النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية ماديسون كاوثورن وصف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالسفاح، وذلك في تعليق يتعارض مع أغلبية الجمهوريين. النائب ليندسي غراهام، عن ولاية كارولينا الجنوبية، يحرض صراحة على اغتيال بوتين من خلال تغريدة أثارت الكثير من الردود الغاضبة تساءل فيها إن كان يوجد “بروتوس” (1) في روسيا! و تابع : “الطريقة الوحيدة التي تنهي بها الأمر هي أن يقوم شخص ما في روسيا بإنهاء هذا الرجل، ستقدم لبلدك و للعالم خدمة رائعة”… 

ليس الأمر غريبا فقد تعودنا من الأمريكان خطابات الكوبوي و معاداة رؤساء الحكومات و رؤساء الدول و التدخل في شؤونهم سرا و علانية و التدخل فيها عسكريا و الأمثلة على ذلك عديدة من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية إلى آسيا و مجال تدخلها يتخطى حدود جغرافيتها، إضافة لإنحيازها الكبير و الصريح للكيان الصهيوني في كل استحقاق سياسي. 

تغريدات النواب و تصريحاتهم يمثل دعوات صريحة للعنف والإرهاب في منبر سياسي و اجتماعي عالمي، وهي التي تدعي الديمقراطية و المحافظة على السلم العالمي و الاستثمار فيه!

منصات أخطر من منصات إطلاق الصواريخ

على نفس منصة مارك زوكربيرغ، عندما تجيب شخصا توجه إليك بخطاب عنيف، و تعلم عن ذلك، فإن هذه المنصات تحذف ردودك و تُبقي على خطاب الإهانة و الكراهية دون حذفه أو حجبه !

منصات أكثر خطورة من منصات إطلاق الصواريخ التي يعتمدها الطرفان في الحرب الروسية الأوكرانية، دخلت على خط المواجهة بين أمريكا و روسيا في أوكرانيا.

أمريكا و حلفاؤها يستخدمون كل إمكانياتهم العسكرية و التكنولوجية و علاقاتهم الديبلوماسية من أجل حشد التصويت لصالح أوكرانيا و إدانة روسيا و عزلها دوليا و عن محيطها و تهديد من يساعدها، من خلال الضغط و العقوبات الاقتصادية و السياسية و على الأفراد، دون حتى التأكد إن كانوا مع الحرب أو ضدها، بل يعاقبون لأنهم فقط روس، عقوبات على الهوية حتى و إن أضرت بهم، المهم أنها ستوجع الروس لاحقا. 

أخلاق الغرب تسمح لهم باستخدام الخطاب العنيف ضد روسيا و من عاداهم، أما عندما يتعلق الأمر بالعرب تكتفي بالديباجة المعروفة من قبيل “ضبط النفس، و العودة للمسار الديمقراطي و ضمان حقوق الإنسان و معاداة الخطاب العنيف و شجب التطرف و الإرهاب”…

هذه هي معاييرهم وهي تختلف باختلاف المصالح و باختلاف الايديولوجيات و باختلاف المحاور، و حتى باختلاف المناطق.. 

* محلل سياسي.

(1)- بروتوس :  بإختصار هو صديق مقرب من  يوليوس قيصر  إمبراطور روما المستبد عندما خذله الشيوخ، و طعنوه و كانت طعنة صديقه بروتوس هي المميتة، فقال عندها قولته الشهيرة : “حتى أنت يا بروتوس”…

شارك رأيك

Your email address will not be published.