العميد الأسبق للمحامين فاضل محفوظ يحذر من مخاطر المس من مناعة المهنة المكتسبة اذا ما تواصل الثلب من هنا و هناك

على اثر صدور البلاغات و البيانات المناهضة لموقف عميد المحامين، ابراهيم بودربالة بسبب دعمه لل”الحوار” مما تسبب في انشقاقات عميقة في المواقف، أبدى العميد الاسبق للمحامين فاضل محفوظ، تخوفه من انعكاسات يفرضها الوضع السائد في البلا و مآل هذه الفترة الصعبة


و هذا ما عبر عنه في تدوينة نشرها مباشرة على صفحات التواصل الإجتماعي

“لا تلعنوا المستقبل…
عمادة المحامين في تونس ليست من المسؤوليات الهينة، لأنها تعبر بشكل أو بآخر عن المجتمع التونسي بجميع أطيافه.
و ما يميز هذه المؤسسة، منذ عقود، أن مسؤوليها سواء في العمادة أو في مجلس الهيئة أو في فروعها الجهوية، هم منتخبون بطريقة ديمقراطية و شفافة و تعكس بصورة صادقة إرادة المحامين.
و تتميز المحاماة التونسية،على لسان هيئتها و عميدها، بمواقفها الوطنية و المشاركة في الشأن العام منذ عقود و لأكثر من قرن
و للتاريخ فإن مواقف الهيئات المتعاقبة، على مر التاريخ، لم تكن كلها محل رضاء تام أو إجماع، و لكن قبل بها عموم المحامين، حتى و إن إنتقدها البعض منهم، بإعتبار أن تلك الهيئة أو ذلك العميد هما إفراز لسياق مهني و تاريخي و سياسي، أدى لذلك الموقف.
و هذا ما يحسب للمحاماة التونسية التي كانت تعددية ديمقراطية مؤمنة بحق الإختلاف و بحرية الرأي و التعبير في مختلف المنابر، حتى أن بعض النقابات العالمية تتطلع إلى إحتلال هذا الموقع في بلدانها و تعتبر المحاماة التونسية قدوة في ذلك…
قد يعجبك هذا العميد و تعتبره خلد دور المحاماة، و قد لا يعجبك عميد آخر، أو تعتبر ذاك العميد غير موفق في موقعه أو في تصريحه، أو حتى ممن أضاع الموعد مع التاريخ، و لكنهم في الأخير تعبير عن وضع معين و لحظة معينة.
و المعيار الأساسي في تقدير هذا أو ذاك هو وصوله لسدة المسؤولية بطريقة ديمقراطية و شفافة، حتى و إن لم ترق النتيجة لهذا أو ذاك
و لنا في التاريخ عبرة، أن بعض الهيئات و عمدائها تهجمت عليها بعض الأطياف، لأنها لم تكن منسجمة معها، لكن المناعة كانت مكتسبة إلى درجة أن تلك الهجمات كانت تصنف في خانة حرية التعبير، و إحترام رأي الأقلية…
و ترسيخا لتلك المناعة، فإن السبيل الوحيد، حسب رأينا المتواضع، هو تدعيم الأسس الديمقراطية للمحاماة التونسية بإقرار المبدأ الأول لها و هو التداول السلمي على المسؤولية.
و لذلك فإن إستهداف المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا و ممثليها، على إختلافك معها، قد يؤدي إلى النيل من تلك المناعة المكتسبة عبر العصور.
و لكم سديد النظر”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.