الغنوشي : “الإسلام السياسي له أكثر من سبع أرواح إذا فقد واحدة تحل أخرى محلها..وسعيّد حاول استعمال اتحاد الشغل  ككومبارس في حواره”

أعرب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عن يقينه بأن “الانقلاب الذي جرى على المسار الديمقراطي وعلى الدستور ليس إلا حدثا عابرا سينتهي بإرادة التونسيين”.

وأكد الغنوشي في حوار  نشره اليوم الثلاثاء 31 ماي 2022 موقع “عربي 21 “القطري، أن “الانقلاب كلف التونسيين في عشرة أشهر ما لا قبل لهم به، سياسيا واقتصاديا، وأن استمراره تحول إلى خطر جاثم على البلاد”.. معتبرا أن الحديث عن الجهاز السري المنسوب لحركة النهضة زورا ليس إلا محاولة يائسة لصرف أنظار التونسيين عن نتائج الانقلاب الكارثية مثل الوضع الاقتصادي الخانق .
 
ورأى الغنوشي أن الحديث عن استقواء بالخارج ضد الاستبداد خدعة للتملص من تحمل المسؤولية السياسية عن ما آلت إليه أوضاع البلاد من عزلة سياسية وتراجع اقتصادي ينذر بمجاعات لا قبل للتونسيين بتحملها.

وعلق على رفض المنظمة الشغيلة المشاركة في مبادرة الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهوري قيس سعيّد قائلا “الاتحاد العام التونسي للشغل اطلق مبادرة للحوار الوطني منذ سنتين كنا قد رحبنا فيها بينما اصر  قيس سعيد على رفضها ، وحاول استعمال الاتحاد ككومبارس يزين به حواره الشكلي والصوري، فرفض الاتحاد ان يكون ديكورا في مسرحية سعيد للحوار .. ومعنى ذلك انه في المحصلة حتى وان اختلفنا في توصيفنا للخامس والعشرين من يوليو ولكن نلتقي مع الاتحاد في رفض مخرجات المنقلب وما اراد تكريسه من مشهد دكتاتوري وفي المطالبة بحوار حقيقي لا حوار على المقاس”.
وأكد الغنوشي أن الحديث عن نهاية الإسلام السياسي هو محاولة للهروب من القول بنهاية التيارات العلمانية المتطرفة ذات النزوعات الاستئصالية وأنظمتها الدكتاتورية موضحا بالقول “هناك بيت شعري قديم يقول: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر يا مربع بطول بقاء.. طال التبشير بنهاية ما يسمى الإسلام السياسي، لكن يبدو أن الإسلام السياسي له أكثر من سبع أرواح.. إذا فقد واحدة تحل أخرى محلها..”

واضاف”الحقيقة القائمة تشهد أن من سينتهي ليس هو “الإسلام السياسي”، وإنما الأنظمة الدكتاتورية الاستئصالية العلمانية المتطرفة، ولا أقول كل العلمانيات، وإنما العلمانيات الاستئصالية المتطرفة هي التي تحتضر في العالم العربي ولا تجد لها طريقا إلى الحكم إلا عبر الانقلابات.. أما الإسلام “السياسي” فبيّن أكثر مرة أنه يمكن أن يتراجع لكنه سرعان ما يعود ليتقدم مجددا لأنه أصيل في شعوبنا وعريق، وبالتالي يمكنه أن يتأخر وأن يخرج من السلطة بالصندوق لكنه ما يلبث ان يعود إليها لأنه أصيل.. أما الذين يخرجون ولا يعودون إلا عبر الانقلابات فهم معروفون وليس من بينهم الإسلاميون..”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.