تونس : الطبقة السياسية الحالية أساءت كثيرا إلى البلاد وعليها ترك المكان

أين نحن في تونس “الثورة الفاشلة” من كل المشاكل الحياتية التي تحرك عالم اليوم في فضاءات انتمائنا والتي ستؤثر علينا قطعا في المستقبل ؟ سوف لن يحلها لا راشد الغنوشي ولا نجيب الشابي ولا جبهة الخلاص الوطني ولا حزب الشعب يريد!

بقلم رؤوف الشطي

كفانا سباتا… نحن في عالم لا مكان فيه للضعفاء… أخشى ما أخشاه أن الطبقة السياسية في تونس بطم طميمها، حكما ومعارضة، لم تع بعد أن الأشياء من حولنا، في محيطنا القريب شرقا وغربا وشمالا، تشهد تغيرات جوهرية حاسمة و متسارعة في جميع المجالات، سوف يكون لها انعكاسات عميقة واسعة علينا لعشرات السنين ..

في العالم العربي شرعت معظم الدول في حسم أمرها بعقلانية بعيدا عن فضفضة الخطب الرنانة والشعارات الحزبية الزائفة في ضوء ما يشهده العالم بأسره من هزات جغراسياسية تكتونية علي خلفية الحرب الروسية الإكرانية ومخلفات الحرب على الكورونا…

لا بقاء اليوم إلا للذكاء و العلم والتكنولوجيا و العمل

اليوم تسعي كل دولة إلى حشد طاقاتها الداخلية ومراجعة سياساتها ورص صفوفها لحماية نفسها والذود عن مصالحها والتموقع الذكي في عالم جديد أساسه الثورة الرقمية واستغلال المعطيات والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، عالم لا بقاء فيه إلا للذكاء وقوة العلم والتكنولوجيا وإعلاء قيم العمل و العقل.

العالم يتغير من حولنا… ولا مناص لنا من وضع النقاط علي الحروف بسرعة وتشخيص الوضع ورسم سياساتنا العمومية  وإحكام طرق عملنا وتعصيرها ومعرفة استغلال الوقت وتوضيح الرؤى وتحديد خارطة طريقنا واستباق الأحداث…

وزارة الخارجية والأكاديمية الديبلوماسية و معهد تونس للدراسات الاستراتيجية ومعهد الدفاع الوطني لهم دور محوري في المجال… من الضروري أن يتولوا التنسيق فيما بينهم في الغرض…

ما حدث أول أمس الأحد 19 جوان 2022 في الانتخابات التشريعية في فرنسا وزحف اليمين المتطرف يهمنا بالدرجة الأولى … حيث لدينا اكثر من 800 ألف تونسي يقيمون في فرنسا… كذلك مسألة الطاقة وصعود الجزائر في المجال علي خلفية الحرب الروسية الأوكرانية يهمنا أيضا… والصراع الجزائري المغربي والأوضاع الداخلية المتوترة في ليبيا تهمنا أيضا، السيادة الغذائية أيضا…

صراعات سخيفة أخسرتنا ثقة الشعب

أين نحن من كل هذه المسائل الحياتية في فضاءات انتمائنا والتي ستؤثر علينا قطعا؟ سوف لن يحلها لا راشد الغنوشي ولا نجيب الشابي ولا جبهة الخلاص ولا حزب الشعب يريد!

ما نحن فيه من وهن ومن صراعات سخيفة أخسرنا ثقة الشعب وجعلنا نخسر الكثير من الوقت ونسبح خارج التيار ونعيش علي الهامش في حين أن دول عربية استبقتنا ووجدت طريقها وشرعت في السير فيه…

علينا فهم الدرس واستباق الاشياء… لدينا مقومات النجاح… لكن النجاح سيبقي حلما طالما لم تفهم الطبقة السياسية المتواجدة حاليا علي الساحة أنها أساءت كثيرا إلى تونس وانه عليها التواري وترك المكان… حتي يتمكن الجيل الجديد من قلب المعادلة والنهوض بتونس.

سفيرسابق.

شارك رأيك

Your email address will not be published.