بلاغ/ حزب العمال” دفاعا عن السيادة الوطنية، لا للتدخلات الأجنبية  “

استغلّت وزارة الخارجية الأمريكية مهزلة الاستفتاء الفاشل الذي نظمه قيس سعيد بهدف تمرير دستور يكرّس الاستبداد لتستأنف تدخلها السافر في شؤون بلادنا وتقديم الدروس/التعليمات في الديموقراطية وحقوق الإنسان ومعايير النزاهة والشفافية ، وهي ذات التدخلات التي عبّرت عنها أوساط رسمية أوروبية. إنّ حزب العمال إذ يؤكد مجددا مناهضته لكافة أشكال التدخل الإمبريالي والخارجي في بلادنا، العلني منه والسري وإذ يذكّر بأنّ الإمبريالية عموما والأمريكية تحديدا التي ما فتئت تزرع الخراب والدمار أينما حلّت والتي مثّلت سندا لكل الأنظمة الدكتاتورية في تاريخ بلادنا وحتى لحكم حركة النهضة وحلفائها خلال عشرية الفشل والفساد، ليست مؤهلة لتقديم دروس الديموقراطية وحقوق الإنسان لأيّ كان، فإنه:- يحذّر من أنّ مسار العمالة والتبعية وتقديم التنازلات على حساب السيادة الوطنية والقضايا المبدئية للشعب التونسي لم يتوقف وإنما استمر بعد الثورة مع مختلف الحكومات المتعاقبة. ودخل طورا جديدا أكثر افتضاحا مع تقدم الاستسلام لإملاءات صندوق النقد الدولي وتفاقم الحاجة لتمويل عجز ميزانية الدولة بالإضافة إلى تفاقم مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني التي تسعى مصالح الخارجية الأمريكية إلى تعزيزها مثلما صرّح المرشح لتولّي خطة سفير واشنطن في تونس “جوي هود” أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم 27 جويلية 2022.- يحمّل مسؤولية تفاقم التدخل الأجنبي في الفترات الأخيرة في شؤون بلادنا وتفاقم مظاهر التطبيع لقيس سعيد بوصفه صاحب السلطة المطلقة منذ 25 جويلية 2021 وهو لم يعد يجرؤ حتى على تكرار الشعارات الرنانة حول السيادة الوطنية والتطبيع التي غالط بها الشعب إبّان حملته الانتخابية والتي لا نجد لها أثرا ملموسا في دستوره الفضيحة.- يؤكد أنّ منظومة الحكم الجديدة بقيادة قيس سعيد، شأنها شأن التي سبقتها، ماضية قدما في رعاية مصالح القوى الإمبريالية ووكلائها الإقليميين في سبيل الحصول على الوكالة المحلية والاعتراف بها كسلطة قادرة على تحقيق البرامج الاقتصادية والاجتماعية والمخططات الإقليمية التي عجزت منظومات الحكم السابقة عن تنفيذها منذ 2011 بفضل صمود ومقاومة القوى الوطنية.- يهيب بكافة القوى السياسية والإجتماعية والمدنية الوطنية والتقدمية إلى مزيد اليقظة والتعاون والتنسيق للتصدي لكل ما يتربص ببلادنا من مشاريع وبرامج تنتهك سيادتها الوطنية والتزامات شعبنا المبدئية بقضايا التحرر وفضح سياسة الكذب والمغالطة التي تنتهجها الشعبوية بزعامة قيس سعيد العاجز عن الرد عن التدخلات الامريكية والأوروبية الفاضحة، أو التي تتخفى ورائها القوى الموالية لسعيد بخلط الاوراق بين مناهضة التدخل الخارجي ومساندة الاستفتاء المهزلة الذي لم يحترم السيادة الشعبية فضلا عن تمريره بالقوة لدستور استبدادي ظلامي.
حزب العمال
تونس في 29 جويلية 2022

شارك رأيك

Your email address will not be published.