نجوى ميلاد تكشف عن خصوصية عرض مسرحيتها “للرجال بركة” ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: “أنا مٌدمنة على خشبة المسرح..وانتظرت هذه اللحظة لأكثر من 20 سنة”

بكل حب وشغف تحدثت الفنانة والممثلة المسرحية المبدعة نجوى ميلاد عن مولودها المسرحي “للرجال بركة” الذي سرقت جائحة كورونا من عمره سنتان بالتمام والكمال..العمل المونودرامي عبارة عن مجموعة من التجارب الواقعية ” المرّة ” تعيشها ممثلة مسرحية وتعبر عنها بكلّ حرية ودون قيود أومحرّمات ..فهو كوميديا سوداء لإضحاك المتفرج مع تعرية لبؤس المحيط وتمزق الوطن ومعضلة الانتماء.

تحدثت نجوى ميلاد لـ”أنباء تونس” عن  قصص اغلبها واقعية في عرض “للرجال بركة”،الذي سيعرض ضمن فعاليات الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي يوم 8 أوت الجاري، كاشفة عن خصوصية العرض المقترح على عشاق الفن الرابع موضحة بالقول”العرض المسرحي كائن حيي يتغير حسب العديد من الظروف..وفي عرض الحمامات سيكون “العكاز” خصوصية مسرحيتي..خضعت مؤخرا لعملية جراحية ولم يعد في مقدوري الوقوف طويلا ولم أصل إلى مرحلة متقدمة من الشفاء والتي تمكنني من الاعتماد على نفسي مدة ساعتين أو أكثروبالتالي سيكون العكاز “ساقي الثالثة” التي ارتكز عليها..سأستعين به للوقوف وتمكنت والحمدو لله من ايجاد سياق لادخاله في البنية السردية للمسرحية..لقيتلو السبب والمسبب ليكون العكاز معي فوق خشبة المسرح.”

وبخصوص الشعور الذي يعتريها قبل 3 أيام من موعد العرض خاصة وانه سيكون أول موعدا لها لمعانقة جمهور مهرجان الحمامات الدولي من فوق خشبة المسرح ،أكدت نجوى ميلاد أنها من عشاق هذا المهرجان، ملاحظة انه ثاني اكبر مهرجان دولي في تونس بعد مهرجان قرطاج وقالت في هذا السياق” مهرجان الحمامات مقدس بالنسبة لي ..علاقتي بيه خاصة.. فانا من مواكبي فعاليات المهرجان منذ 20 سنة..كنت متفرجة وفيّة لعروضه وتمنيت أن اقف مرة فوق خشبة مسرحه والحمدو لله “جا اكا النهار””.

واضافت “اتمنى ان اتشارك مع الجمهور لحظات ستكون تاريخية بالنسبة لي..لحظات فيها الكثير من الأحاسيس والمشاعر والسرور والنشوة..لحظات لا يمكن ان يدرك قيمتها إلا الفنان الحقيقي “الفنان الصحيح”..انا اعشق المسرح فهو شغفي الأول والوحيد في هذه الحياة”، واصفة نفسها عندما تكون فوق ركح المسرح “بالعروس الي تتجلى ليلة دخلتها وستدخل على اشب وأحلى راجل الي هو خشبة المسرح”، مشددة بالقول “الادمان اتجاه أي شيئ يقلقني إلا الادمان على المسرح.. فانا مدمنة على خشبة المسرح”.

كما حدثتنا الممثلة الراقية عن “هبلتها” في مونودراما جمعت بين النص الساخر ونقدي وبين اداء ممثلة محترفة تعشق الرّكح والمسرح مبينة بالقول “مسرحيتي عبارة عن صرخة فزع من امراة فنانة تونسية اتجاه ما حدث للمراة بعد ما يسمى بالربيع العربي والثورة المباركة..المرأة أصبحت مستهدفة في وجودها في صوتها في لباسها..وتتعرض لكل أشكال العنف اللفظي وخاصة للسب والانتقادات الموجهة للباسها..اصبحت المرأة مهددة بالتضييق على مكتسباتها المضمنة في مجلة الأحوال الشخصية”.

واردفت الفنانة “كما هو معروف العديد من المنظمات والجمعيات النسوية سعت جاهدة لتظوير مكتسبات مجلة الاحوال الشخصية ، فاصبحت بالعكس تخاف على المساس بهذه المكتسبات وخرجت النساء التونسيات للتعبير عن غضبهن من امكانية خسارتها ..فاردت من خلال كل هذه الوقائع، تسجيل موقفي حسب تواريخ واقعية وتمت كتابة نص المسرحية على مراحل مع صديقي العزيز نور الدين الهمامي..”

واوضحت “تعاملت مع رفيقة الرقراقي وهي فنانة تتحدث عن الرجال الذين اعترضوها في حياتها .بداية من زوجها وابو ابنها الذي اصبح طليقها إلى بقية الرجال الذين دخلوا حياتها..وتعرج وهي تسرد حكاياتها مع “الرجال” على السياسي والثقافي في وضع الفنان وعلى وضع المراة واشكالية الانتماء..باختصار المسرحية هي حكاية تلخص معاناة امراة فنانة مطلقة في ظل بلد لا يحترم الفنانين وفي ظل بلاد ضاعت من أيدينا ونحن بصدد لملمة جراحنا”.

كما تحدثت نجوى ميلاد عن تكريمها للفنان دريد لحام في عملها المسرحي قائلة “في المسرحية هناك تكريم لدريد لحمام من خلال جملة “على نخبك يا وطن”..اتذكر عندما كان عمري 12 سنة وتم عرض العمل المسرحي “على نخبك يا وطن” على ركح مهرجان قرطاج ورسخ في بالي منذ ذلك الوقت ذلك العمل الاستثنائي والجميل جدا ..وتكريم جاء لهذا الفنان لانه من الفنانين القلائل الذين لم يغادروا سوريا وبقي تحت القصف ولم يغادر كما فعل البقية نحو مصر أو أبو ظبي قروب..اختار العمل في بلاده ..ولأن دريد لحام وعرضه المسرحي كذلك كانا أحد المحفزات التي دفعتني إلى اختيار عالم المسرح رغم عدم معرفتي الشخصية لهذا الفنان الكبير…”.

يشار إلى ان مسرحية “للرجال بركة” من انتاج “بدعة للإنتاج والتوزيع الفني” والمخرج توفيق العايب والمؤلف نور الدين الهمامي
وتمثيل نجوى ميلاد ستعرض يوم 8 اوت ضمن فعاليات الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي وحدد سعر التذكرة الواحدة بـ20 دينار ويمكن اقتناء التذاكر مباشرة على موقع المهرجان
https://www.festivaldehammamet.com/…/pour_les_hommes…

أو في نقاط البيع التالية :
المركز الثقافي الدّولي بالحمامات (شارع الأمم المتحدة, الحمامات)
مدينة الثقافة الشادلي القليبي (شارع محمد الخامس)
دار الثقافة بنابل (شارع الهادي شاكر نابل) حسب ما اعلنت ادارة المهرجان.

شارك رأيك

Your email address will not be published.