تونس – المغرب : زوبعة في كأس أم أزمة ديبلوماسية غير محمودة العواقب ؟

بين تونس و المغرب زوبعة في كاس تحولت بسرعة إلى ازمة ديبلوماسية لا نعرف إلى أين ستؤدي بالعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين و لكن هل من مجيب عن سؤال ما ان كانت لتونس أي صلة بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ؟

بقلم الأزهر الضيفي

القضية التي اندلعت بين تونس و المغرب بمناسبة انعقاد تيكاد8 الياباني/الافريقي المنعقد في تونس 26-27 أوت 2022 في الأصل لا تتجاوز البرتوكول الذي حضي به في تونس الأمين العام لجبهة البوليساريو عند وصوله إلى المطار و ليس في المشاركة في المؤتمر و كان هذا واضحا في بيان المغرب.

و البوليساريو لا تربطنا بها أي علاقة ديبلوماسية و أي تمثيل وتونس لم تعترف إلى الآن بكيانها و باستقلالها حتى يحضى رئيس جبهتها بما يحضى به رؤساء و ملوك البلدان الأخرى التي تربطنا بها علاقات… و الحضوة التي وجدها في تونس و التي لم يجدها في أي بلد في العالم له (أو ليس له) علاقة ديبلوماسية مع المغرب. مع وصوله في طائرة جزائرية يرى الطرف المغربي تعبيرا واضحا عن الاصطفاف التونسي إلى جانب الجزائر ضد المغرب.

و تونس في هذه القضية كانت دائما محايدة من أجل أن تكون الوسيط بين الشقيقتين الجزائر و المغرب ثنائيا أم إقليميا و حتى دوليا وهو دور غاب منذ 2011 تاريخ ان أصبحت تونس لعبة من الشقيقتين زمن الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي الذي اصطف إلى جانب المغرب، بينما المرحوم الرئيس الباجي قائد السبسي أعاد التوازن بين البلدين… و الرئيس قيس سعيد فهم منه أنه مصطف إلى جانب الجزائر.

ما هي مصلحة تونس من الاصطفاف مع هذا أو ذاك ؟

و مهما كان الأمر مصلحة تونس ليست في معادات المغرب أو الانتصار الى جبهة البوليساريو…

معالجة سوء الفهم بين الأشقاء في هذه القضية أخل به انعدام التواصل بين البلدين قبل موعد المؤتمر و سرعة ردود الفعل من هذا و ذاك بين الطرفين أيضا، و كان على تونس أن تسارع في الحين بالاتصال بالمغرب لإثنائها عن عدم المشاركة إذا كان الأمر فد حصل عفويا.

أما إذا كان الأمر غير ذلك، فالأزمة ستطول و سيفهم التونسيون هذا المنعرج الخطير في العلاقات المغاربية التي كانت تونس الأساس في انبعاث الإتحاد المغاربي أو اتحاد المغرب العربي (UMA) و الذي ما زالت تونس على رأس أمانته العامة و مقره المغرب و نطرح السؤال هل أن تونس تطرح مسألة الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ؟ و قد يكون ذلك منعرجا خطيرا في السياسة الخارجية لتونس…

نائب سابق.

شارك رأيك

Your email address will not be published.