تونس والمغرب… السيناريو الآخر

تفجرُ أزمة دبلوماسية بين تونس والمغرب كان سيحصل في كل الأحوال، إنما السؤال كان دائما متى وكيف؟ والواضح أنّ وقته قد حان عندما تضاربت المصالح بين البلدين.

بقلم سعيد الخزامي

فالمغرب لعب على حالة الضعف التي عليها تونس منذ ما يزيد عن عشر سنوات واستدرج استثمارات كانت قائمة فيها. كما أنه استفاد من حالة تراجع صورة تونس في الخارج فزايد وقدّم نفسه على أنه البلد المستعد للتعاون إقليميا في مواجهة خصوم الغرب ومنه اسرائيل. ويبدو أن المغرب أدرك أن بداية تعافي تونس مع استقرار الحكم فيها بعد إبعاد الإسلاميين، ستنعش لها السياحة وستعيد للبلد القدرة على المنافسة في انتاج الفوسفاط وتطوير الصناعات.

لا شكّ أن ما قاد المملكة المغربية إلى هذا السلوك هو خدمة مصالحها. لكن تونس أصبحت تُظهر هي أيضا أن لها مصالح يجب أن تراعيها ولم يصعب عليها أن تجدها عند الجارة الجزائر بسبب علاقة التفاهم التي بُنيت بين رئيسيْ البلديْن.

ساعدت الجزائر بمد قروض وهبات لتونس وفتحت الحدود لتدفق الجزائريين على المنشآت السياحية والاستشفائية التونسية المتعبة أصلا بفعل الركود الاقتصادي. وليس صعبا فهم أن الجزائر قد أربكها التقارب بين المغرب وإسرائيل واستمرار الاضطراب الأمني في ليبيا لتجد في تونس حليفا قريبا وسط نظام اقليمي جديد يُبنى اليوم على أساس المصالح والإرادة الحرة لا على أدبيات الجوار والتاريخ المشترك التقليدية.

لهذا وذاك كان الغضب المغربي من تونس المتلازم بالتهجم والشتم بسبب الاستقبال الرسمي للأمين العام لجبهة بوليساريو بمناسبة مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا تيكاد 8 لا مبرر له. فلا تونس اعترفت ببوليساريو، ولا بوليساريو أو الجزائر على قدرة لأن يفرضا عليها معاداتها للمغرب… شعبانا يتحابان ويتبادلان الاحترام، غير هذا وهم أو ربما محاولة استقواء وابتزاز.

صحفي و محلل سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.