د. الجلولي و “غنيمة” تونس “المخزية” في تيكاد 8: ” ما عادش تحكموا على مؤتمرات، يلزمكم تبكيوا على حالة الفشل اللي وصلنالها”

الحقوقي و الباحث التونسي و مدير جنيف للسياسة العربية، الدكتور سامي الجلولي يكتب اليوم الثلاثاء 30 أوت 2022، عن نتائج تيكاد8 الذي احتضنته تونس يومي 27 و 28 أوت الجاري و عن حصيلة تونس إلتى وصفها بال”مخزية”.

و في ما يلي ما دونه د. الجلولي على صفحات التواصل الإجتماعي مستغربا مما يتداوله أنصار الرئيس و حكومته حول “نجاحات” الندوة التي لم يحصد منها التونسيون في الحقيقة سوى 3 اتفاقيات :

“الحصيلة مخزية !

30 مليار هو حجم الغلاف المالي الذي تنوي اليابان وضعه في استثمارات في أفريقيا.

ماذا غنمت تونس من هذا الغلاف ؟

ثلاث اتفاقيات تتعلق بتمويل مشاريع للشركات الناشئة وأخرى في قطاع التأمين إلى جانب مشروع لتحلية مياه البحر…

وغنمت باقي الدول الأفريقية حوالي 30 اتفاقية… مع العلم وأن رجال الأعمال التونسيين المشاركين حوالي 100 رجل أعمال مقابل 100 رجل أعمال أفريقي و100 رجل أعمال ياباني.

هذا كلام ما قلتوش آنا. قالوا المنسق العام لتيكاد 8.

اليابانيون لم يأتوا إلى تونس للفسحة والاستجمام. جاؤوا للبحث عن فرص استثمار لكن الظاهر أن هذه الفرص لم تكن متوفرة بتونس…

توا نحب نفهم حاجة.

يا لندرا إبرام 3 اتفاقيات من ضمن 30 يعتبر نجاح لرأس المال وللدبلوماسية الاقتصادية التونسية ؟

يا لندرا تمويل الشركات الناشئة يعتبر مشروع دولة ؟

نحب نفهم، يا لندرا تمويل مشروع في قطاع التأمين يعتبر مشروع ؟ وتأمين شنوة تحديدا ؟

نحب نفهم، يا لندرا مشروع لتحلية مياه البحر يعتبر مشروع دولة ؟ في بالكم اللي النوعية هذه من المشاريع بالمآت حول العالم ؟

في بالكم حسب وزير الاقتصاد التونسي، أنّ تونس اقترحت 47 مشروع ؟ في بالكم اللي لم يقع الفوز إلا بثلاث فقط…

انتظروا… الاتفاقيات هذه ليست عقود بل بروتوكول نوايا استثمار مرتبط بدراسات معمقة وسنوات من الانتظار… !

نحب نفهم هل يعتبر هذا نجاح أم فشل ؟

ممكن نجحتوا في التنظيم لكن فشلتم في الفوز بعقود شراكة وباتفاقات لمشاريع دولة موش مشاريع bananes…

دبلوماسيتنا الخارجية فاشلة…

وزير الاقتصاد فاشل…

منظمة الأعراف فاشلة…

ومنظومتنا ومناهج تفكيرنا ورؤيتنا للإقتصاد المستقبلي فاشلة…

مؤتمر تونس 2020 الاستثماري والمنعقد في 2016 ما زال في الذاكرة… تطبيل وتزمير والحصيلة صفر…

في كل الحالات المؤتمرات الفاشلة هذه تذكرني بالأيام المفتوحة اللي كان يعمل فيها بعض الولاّة للنهوض بالتنمية… نهار كامل تشارك فيه البنوك والمستثمرين والباعثين الشبان وتشوف دراسات متاع مشاريع بالمليارات… وآخر النهار كلمة للوالي يقول اللي اليوم كان ناجحا واعتمدنا ووقعنا على مشاريع بالمليارات… بعد أسبوع تفيق اللي كل ذلك كان وهما… تجارة الوهم عقلية متجذرة… نوع من المسكّن لآلام المجتمع…

أنا نتحدث بمنطق الربح والخسارة.
شنوة فكّيت من مشاريع ؟
شنوة عمل جهاز الاستخبارات باش يدفع نحو افتكاك مشاريع لصالح تونس ؟… ايه المخابرات عندها دور كبير…

ما نتحدثش بمنطق التبندير والتطبيل… نفضّل يكون كلامي موجع… مؤلم… باش نفيق… باش نزيح الغمّة وننظر للمستقبل بواقعية، بطموح وبالخدمة…

ما تنساوش في 2007 بن علي ما عملش قمة أفريقية يابانية… جاءه فقط الإماراتيين والقطريين والبحرينيين ووقع إبرام اتفاقيات تجاوزت 8 مليار دولار… وبدأت الأشغال في جزء منها…

ما عادش تحكيوا على مؤتمرات… يلزمكم تبكيوا على تونس وحالة الفشل والوهن اللي وصلنالها…

سامي الجلّولي
سويسرا، في 30 أوت 2022″.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.