سعيدة ڨراش حول واقعة الباساج: الشاب و العون المتضرر و العون الذي أطلق النار، ثلاثتتهم ضحايا دولة عاجزة

تعليقا على ما يحصل في البلاد من احتقان و على خلفية وفاة مساء أمس الاربعاء 7 سبتمبر، شاب عشريني بطلقة نار من طرف ديواني في عملية محاولة حجز بضاعة مهربة بجهة الباساج بالعاصمة، كتبت الأستاذة المحامية سعيدة ڨراش على صفحتها الخاصة بالفايسبوك ما يلي:

“هناك منطق خطير يسود منذ البارحة لتبرير ما حصل في علاقة بمقتل الشاب بالباساج من جهة مدخل نهج الملاحة، اولا هو في دكانه و ليس على الحدود او في الطريق، ثانيا حسب توضيح اول نسب لمصدر في الديوانة انه بلغ للادارة وجود سيارة بها كمية من السجائر المهربة و بمقتضى ذلك توجهت الدورية لحجز البضاعة و السيارة. ثالثا و بحسب نفس المصدر، عند محاولة حجز السيارة حصل التصادم بين الاعوان و القتيل و اصدقائه الذين حاولوا منع الاعوان من حجز السيارة و تم الاعتداء بالعنف على عون ديوانة بقذفه بالحجارة حسب ما روي و نتج عن ذلك اضرار بدنية، و تطور المشهد بسرعة لافتة الى استعمال السلاح و قتل الشاب قرب سيارته او بداخلها لا ادري.
الخلاصة المريرة الشاب صاحب الدكان و العون المتضرر و العون الذي اطلق النار في لحظة فزع حسب ظني panique و (هو امر لا يبرر القتل )ثلاثتهم ضحية دولة عاجزة عن مواجهة ظاهرة الاقتصاد الموازي و بارونات التهريب و لا تتوفر لديها الارادة الكافية رغم الخطابات الثورية منذ على الاقل عشر سنوات تدمج فيها سنوات نظام الحاكم بأمره.
تمنياتي بالشفاء للعون المعتدى عليه و ربي يرحم الشاب الذي قتل وهو يزاول عمله بمحل معد للتجارة في مقر معلوم للدولة و للعامة، كلا الشابين ينتمي لنفس الشريحة المهمشة في البلاد يعني اولاد حفيانة.
الله تهلك كل من تاجر بآلام و أمال شباب و شرائح لا ذنب لها سوى انها وجدت في الجيل الخطأ و نتيجة عجز دولة ترفض مواجهة مشاكلها بشجاعة و بسلمية و ليس بالقمع و تجاوز القانون.
الثورية لا تكمن في الفوضى و تبرير تجاوز القانون بل في فهم اسباب ما يحدث و تصور الحلول.
في العهدة البرلمانية قبل الاخيرة، لما تم اقتراح بعض القوانين لادماج الاقتصاد الموازي في الدورة الاقتصادية و الاستفادة منه و الحد من ظاهرة التهريب، قبرت المشاريع و حذف منها الاساسي. بعد ذلك لم نخرج من دائرة محاربة الحلقات الاضعف و خبط عشواء رغم ان الدولة تعرف كل ما يجب معرفته !!!”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.