مساريون لتصحيح المسار: لن يكون الموعد الانتخابي القادم في مستوى الآمال التي فتحها 25 جويلية2021

يتابع مساريون لتصحيح المسار بقلق بشديد تطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها بلادنا وما تتيمز به بالخصوص من أزمة مالية خطيرة وأزمة اقتصادية خانقة أصبح فيها المواطن يلاحق ارتفاع أسعار المواد الأساسية ويلهث وراء المواد المفقودة من السوق وهذا ما خلق درجة كبيرة من الاحتقان والتوتر تجعل من الانتخابات التشريعية ليوم 17 ديسمبر القادم في آخر اهتماماتهم رغم أن مثل هاته المواعيد كان من المنتظر أن تكون احدى التجسيدات الأساسية للأهداف التي أعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 25 جويلية 2021.

الا أن كل المؤشرات والقرارات المتخذة منذ إعداد الدستور خاصة توحي للأسف بأن الانتخابات التشريعية القادمة ستجري تحت شعار خيبة أمل الشعب التونسي من عدم الوفاء بوعود 25 جويلية ومن تكريس لنهج أحادي في تسيير شؤون البلاد.
وفيما يخص العملية الانتخابية فقد تضمن تنقيح القانون الجديد عدة نقاط سلبية وهنات وتعقيدات لعل أهمها التراجع الخطير عن مكانة النساء والشباب والأحزاب السياسية في العملية السياسية وخطر تقوية النعرات الجهوية العروشية والهووية وتغليب الطابع المحلي في تناقض مع الطابع الوطني للمجلس التشريعي وغموض بل تضارب مع دور مجلس الأقاليم والجهات الذي تقرر احداثه دون أن يتم توضيح علاقته بالمجلس التشريعي وشروط مجحفة في مستوى الترشحات
وقد تبين منذ الاستعداد للحملة الانتخابية أن القانون الجديد فتح الباب -كما كان موقعا -على مصراعيه لشراء الذمم أو الضغط على المواطنين للحصول على التزكيات سواء من طرف قوى المال والجاه او من طرف القوى الدينية أو الموالين لرئيس الجمهورية .
إننا نعتقد ان كل هذه العوامل الاقتصادية والسياسية-اضافة إلى ما لوحظ من تضييق على الحريات العامة وتجدد المساعي لتوظيف القضاء في حل الخلافات السياسية – من شأنها ألا تشجع على الاهتمام بالشأن العام وأن تجعل من الموعد الانتخابي القادم عملية لن تحسن شيئا في أوضاع البلاد وفي حياة المواطنين .
وبناء على ما سبق، فإن “مساريون لتصحيح المسار” قرروا عدم المشاركة في الانتخابات القادمة وعدم تقديم ترشحهم في أي دائرة من الدوائر الانتخابية ، في نفس الوقت يدعون كل القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية الى تجاوز حالة التشتت والتمزق حتى تتمكن من أن تلعب دورها في تقديم الحلول لإيقاف التدهور وإنقاذ بلادنا من الأخطار المحدقة بها ومن أجل بناء نظام وطني ديمقراطي ذي طابع اجتماعي بعيدا عن المواقف العدمية العقيمة وعن المساندة المطلقة لكل قرارات الرئيس الدولة بهدف الحصول على مواقع في السلطة .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.