قصيد جديد لنائلة عبيد : “مولاي … لن تكون وحيدا الليلة”

ننشر في ما يلي آخر إبداعات الشاعرة التونسية نائلة عبيد وهي من مواليد مدينة المكنين (ولاية المنستير) في 18سبتمبر 1965. مربية و شاعرة تتميز قصائدها بنبرة حارة مرهفة صادقة و ثائرة تشرع أنوثتها سلاحا في وجه مجتمع محنط و كلاما متوهجا مثل الجمر البارد.

كان هنا يملأ أزقّة القلب زقزقة
ويورق في دمي
كان مثل حبّة رمل تتهادى
وورد يفتّح صُبحا
ما عاد وجهه يشبهني
او باتت المساءات اناشيد
أضحى مثل زورق تائه
وحقيبة مشردة تغتال غدي
دعوني أرتق تفاصيله
أجمّعها
دعوني ألقي بمجاديفي
وأصنع له من رمشي بوصلة
كيف أضحى بهذا البرود؟!
لم تتقاذفه الأرصفة؟!

سيدي
مولاي
مولدي
ها قد لانت المعاصي
القدح صار شمعا تشعله أناملي
سأضيء به يومنا
أُوشّح ليلك بأحرفي
لن تكون وحيدا الليلة
القمر ثمل والنّجم أساطير
ستحكي لي عن صوتك الذي تلاشي
عن صدْر راودته يدي
لن تكون شهريار
لن تتوشح شهرزاد بأدمعي
ستكون لي ذلك الظلّ الغريب
حين يُخلط الوجع بالوجع
ستكون موجة برد أدمنتني
ومعزوفات باهتة
سنكون ظلا لعاشقيْن اعدمتها عاصفة
اقترب من نبضي
الموج ينادي
في الجسد محرقة
لن تبلّلنا قطرات النّدى
سنكون حطب ذاك الحريق
سوف نحكي طويلا عن راقصة كسيحة
توسدت صبر الملاهي
وعن عازف أعمى
قد تضحك طويلا
تتقلص
أتدلى
لأقطف ما تبقى من التفّاح
سألقنه الحب
أدير بأصابعي ما تبقى فيه من الرحيق
ستسحبني إليك قليلا
وتهمس في صوتي “مولاتي…” هات يديك
ففي الحلم رايت الشمس ثمارا
رايتك نورا لهذا البريق
اقتربي قليلا ولنرتحل
الثلج زهور واجمة
قدماي أدمتهما الطريق
تعالي إلي … العمر يعدو
والآتي مقصلة…
تعالي…
َ

شارك رأيك

Your email address will not be published.