هشام العجبوني: “الحلم ممكن و الذكاء الجماعي هو الحلّ… قادرون على الافضل، انخليو حاجة اولادنا…”

كتب هشام العجبوني، النائب عن التيار الديمقراطي في مجلس نواب الشعب المنحل، ما يلي حول حالة الاحباط التي تعيشها الأغلبية الساحقة من المواطنين بسبب الوضع المتعفن سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و صحيا… تحت عنوان الحلم ممكن و الذكاء الجماعي هو الحل:

“الشعب التونسي يعيش حالة إحباط و انهيار نفسي جماعي حادّ نتيجة للوضع الذي تعيشه البلاد و المناخ العام الرديء على جميع الأصعدة.

هل هذا قدرنا؟

قطعا لا، و بإمكان تونس أن تُقلع في ظرف 10 سنوات-15 سنة إذا نجحنا في إيجاد حلم مشترك يخرجنا من الرداءة و الفشل إلى النجاح الجماعي و إعادة الأمل…

هل من حقّنا الحلم؟

قطعا نعم، لأنّ موقع تونس و ميزاتها و خيراتها (لو يتمّ حسن حوكمتها) و طاقات شبابها لو يجد المناخ المحفّز للإبداع و الخلق و التجديد، قادرين على قلب المعادلة و دفع البلاد نحو الأفضل.

هل الظروف الحالية ملائمة لتحقيق هذا الحُلم؟

قطعا لا، لأنّ التاريخ علّمنا أنّ الإستفراد بالحُكم في غياب الرؤية و الكفاءة و المعرفة، و في ظلّ الإنقسام الحادّ و الخطير بين مكوّنات المجتمع، لا يمكن أن يؤدّي إلاّ إلى الخراب و الإنهيار!

ما الحلّ إذا؟

أهمّ ما يجب القيام به للخروج من الأزمة و تحقيق الحلم :

  1. الشروع فورا في إصلاح جذري للمنظومة التربويّة و التعليميّة و التكوينيّة و الجامعيّة و البحثيّة، في علاقة بحاجيات الإقتصاد التونسي و العالمي و بمهن الغد les métiers de demain.
  2. الإستثمار في الوعي و قسم المواطنة لخلق أجيال لا قابلية لها للإستحمار و الإستغباء.
  3. إرساء ديمقراطية سليمة و مؤسسات قويّة تحميها و تقطع الطريق أمام المغامرين و الشعبويّين و المتحيّلين و الفاسدين و تجّار الدين.
  4. الإستثمار في قضاء قويّ و عادل و نزيه و فاعل و ناجز.
  5. الإتفاق على فترة انتقالية يتمّ فيها تحديد قواعد جديدة للعمل السياسي و يكون جوهرها أخلقة السياسة و تحويل الصراعات و التجاذبات الفارغة و العقيمة إلى صراع أفكار هدفه الأساسي كيفيّة تحسين واقع البلاد و واقع التونسيين نحو الأفضل.
  6. تغيير جذري لطريقة حوكمة البلاد يكون هدفه العمل على خلق الثروة الوطنيّة و دفع النموّ و التنمية في البلاد، و الإنتقال من منطق الرقابة القبليّة المكبّل و المعطّل لروح المبادرة إلى منطق الرقابة البعديّة المحفّز على التجديد و الخلق و الإبداع.
  7. رفع كلّ القيود على الإستثمار في الإنتقال الطاقي و الإنتقال الرقمي و الإنتقال البيئي و التكنولوجيات الحديثة، و تشجيع الإستثمار فيها.
  8. التصدّي لاقتصاد الرّيع و لكلّ مظاهر الإحتكار المقنّن و رفع كلّ مكبّلات النفاذ إلى الأنشطة الإقتصاديّة، و إرساء تنافس حقيقي يستفيد منه الإقتصاد التونسي و يستفيد منه كذلك المستهلك التونسي.
  9. إرساء استراتيجية فلاحية و مائية لتحقيق الأمن الغذائي و التحكّم في سلاسل قيمة المنتوجات الفلاحيّة.

بطبيعة الحال هذا ليس هيّنا و بسيطا و يحتاج إلى الكثير من العمل و الإرادة و الروح الوطنية و التضحيات، و لكن إذا شرعنا في كل هذا من الٱن و بدون تأخير، ستصبح لدينا دولة محترمة و قوية و عادلة و مزدهرة في أفق 2035.

لنحلم معا
قادرون على الأفضل
نخلّيو حاجة لأولادنا”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.