تونس : آمال شعب على بوابة عام جديد


ينشغل التونسيون وهم على أبواب سنة جديدة بطائفة من القضايا السياسية والاجتماعية كتبت عنها عديد الأقلام وشغلت بكتابتها الراي العام. أيام قليلة وتغادرنا سنة أخرى من التعثر نال فيها الاخفاق من أعز شيء على نفوس التونسيين وهي الحياة الكريمة، وأبرز مقوّماتها العثور على عمل أو وظيفة. ننتظر سنة جديدة وقد ملأ النفور من السياسة صدور التونسيين جميعا.

بقلم العقيد محسن بن عيسى

مخاطر نشر الغسيل السياسي

كيف لا؟ وقد كانت تسير جنبا إلى جنب مع صناعة اليأس، وتجري بنفس النسق مع مجمل حوادث المجتمع التونسي الأليمة. لقد بالغ سياسيو هذه المرحلة في ” نشر غسيلهم” إلى حد أصبحت الثقة مفقودة في المؤسسات الرسمية والأحزاب وفي المجتمع والدولة. وأخطر شيء نشر غسيل شخصيات نافذة في السلطة، صنعت سياسة البلاد في أحرج مراحلها.

إنّ الشك والارتياب سموم فعّالة تلتهم وجود الخلايا والمجتمع بحدّ ذاته. نحن نعيش حالة نزاع سياسي دائم وسوء ظن متبادل، ونسير بحكم ذلك نحو المزيد من الانقسام والتفكك.

آمل أن يهلَّ علينا العام الجديد ومعه مواقف تعيد بناء الثقة وتبعث معاني الحكمة والألفة بين أبناء الوطن الواحد. مواقف تنهي نشازا في وتيرة العمل الوطني والمصلحة الوطنية. في ظل هذه الأوضاع المتشنجة سيكون الجميع مؤيدا لدعوة العقلاء إلى الإخاء والتعاون من أجل تونس.

من يرعى المصلحة الوطنية؟

لقد كان هناك ولايزال من يرعى المصلحة الوطنية، بالرغم من وجود آخرين في المشهد تربّوا على رعاية المصالح الأجنبية، ولا يهتمون إلا بمآربهم الذاتية وأطماعهم المادية. السياسة لدينا وبعد مرورها بهذه التجربة المريرة منذ أكثر من عقد في حاجة إلى أن تكتسب لنفسها شكلا جديدا، وقاعدة شعبية، ونزعة متطلعة. نحن نحتاج أن نعانق الثقة ونصلها بأمزجتنا وخُلقنا وبالبنية العادية لحياتنا. ثقة مفتاحها الفعل وعلى وجه الخصوص الانجاز. والسؤال المطروح: إذا كنا لا نريد تدخل الأجنبي في شؤوننا، وليس لنا ثقة في بعضنا، فكيف يمكن أن نعيش؟

والخلاصة، أن السياسة المتوترة لا تقود إلاّ الى العنف والعنف المضاد، وتحول دون تبلور مجتمع مدني له آلياته وأهدافه. فهكذا يلتجئ الخطاب السياسي إلى عتبات المراوغة والغموض، وهكذا تصطدم توجهات الإصلاح بثقافة الخوف من الآخر ومن الغد.

آمل أن تفتح السنة المقبلة بعضا من بوابات الأمل.. وتعالج الفجوة الشاسعة التي أصبحت تفصل بين مكونات الشعب ومؤسسات الدولة.

ضابط من سلك الحرس الوطني.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.