تونس : سؤال مركزي إلى الحكومة بخصوص قانون المالية لسنة 2023

الكاتب يدلي بدلوه في الحوار الدائر هذه الأيام حول قانون المالية 2023 بخصوص إمكانية تجميع الموارد الداخلية و الخارجية لميزانية الدولة للعام المقبل التي تتميز بارتفاع كبير غير مسبوق في المصاريف و انهيار غير مسبوق أيضا في الاستثمار العمومي. وهو يطرح سؤالا مركزيا وحيدا بخصوص الموارد المنتظرة من طرف الحكومة و التي قد لا تأتي …

بقلم محمد صالح الحمايدي

بصرف النظر عن كل التعليقات و الانتقادات التي وُجِّهَتْ لقانون المالية:

أولا- كيف ستتصرف حكومتنا التي برمجت، في باب الموارد غير الجبائية لتمويل نفقات و استثمارات سنة 2023، ما يعادل، بالعملة الصعبة، 15 مليار دينار كقروض من الخارج، إذا لم يوافق صندوق النقد الدولي على منح بلادنا قرضا بـ1,9 مليار دولار على 4 سنوات يُصْرَفُ على 8 أقساط متساوية، مرة كل 6 أشهر. و هو القرض الذي، رغم محدوديته، سيفتح الباب أمام تونس للحصول على قروض خارجية:

1- على الصعيد الثنائي مع بلدان مثل اليابان و عدد من البلدان النفطية التي تتوفر على فائض نقدي بفضل ارتفاع سعر المحروقات كالجزائر و بلدان الخليج العربي؛

2- على مستوى الصناديق مثل الصندوق الكويتي و الصندوق السعودي، و المؤسسات المالية متعددة الأطراف كالبنك الدولي و البنك الإفريقي و البنك الإسلامي و البنك الأوروبي للإنشاء و التعمير و البنك الأوروبي للاستثمار، و غيرها…

ثانيا – من أين ستأتي الدولة بما يُعادل أو يقارب 10 ملياد دينار:

1 – لسداد قسط سنة 2023 من خدمة الدين الخارجي) أصلا و فائدة(، بالعملة الصعبة، في ظل ضعف التصدير و عدم تعافي قطاع السياحة بما فيه الكفاية؛

2 – ما يلزم من النقد الأجنبي لشراء المواد الأساسية كالحبوب و الحليب المجفف و السكر و القهوة… للاستهلاك البشري، و البذور و المشاتل و الأسمدة و الأدوية للمواد الزراعية، و الأعلاف و الأدوية للاستهلاك الحيواني، و مواد انتاج و استهلاك الطاقة كالغاز و بقية المحروقات، و الأدوية الحياتية و بقية المواد الطبية التي لا يُصَنَّعُ مثيلها في تونس، و المواد الأولية و نصف المصنعة الضرورية للنسيج الصناعي التونسي القائم على تحويل هذه المواد، و التجهيزات الضروزية و قطع الغيار للمصانع و المؤسسات الصحية و السياحية و الفلاحة… ؟؟؟

حاصل على الماجستير في القانون، رئيس مدير عام سابق لعدد من المؤسسات العمومية، خبير دولي في قانون هيئات تعديل الأسواق المالية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.