الفيلسوف محمد المحجوب يعيد ما نشره منذ 5 أيام عن استطلاعات الرأي لمدير مؤسسة سيغما كونساي

“حسن الزرقوني:
ما تحاجج به هو من قبيل الحلقة المفرغة. التونسيون ليسوا عازفين عن الانتخابات التشريعية لأنهم يفضلون الحكم الرئاسي المطلق. وإنما يرجع عزوفهم إلى الوعي بالتناقض بين انتخابات برلمانية وبين مقتضيات دستور لا يعطي للبرلمان أية قيمة ولا أية فاعلية. يقول كل مواطن في نفسه : لماذا أنتخب من لن يكون له أية فاعلية في الحياة السياسية والاقتصادية؟ هذا لا يعني أنه يفضل .. هو يعني فقط أن الذي وضع الدستور أحبط إرادة الشعب وأجبره رغم أنفه على أن يصبح غير معني بالتشريعية. إن هذا العزوف هو أكبر حجة على فساد الدستور وعدم ديمقراطيته .. وطبعا سيستنتج الحاكم نفس الذي قلته أنت ولكنه ليس استنتاجا .. إنه إعداد مسبق ظل صامتا عنه. إن أكثر من كان يعرف بنتيجة هذه الانتخابات هو الذي نظمها وأمر بتنظيمها .. ولذلك فإنك تتحمل مسؤولية أخلاقية سلبية في توجيه التفكير والوعي نحو تفسيرات لا أساس لها .. وفي إظهار الحاكم كأنما هو يستنتج الدروس من مقاطعة الشعب لكأنه كان لا يعرفها مسبقا. كفى جهنمية .. كفى احتيالا على المواطنين .. ثم من كلفك بالتفسير ؟ ليس من دورك التفسير .. وفي بلدان متقدمة يكنتفي أمثالك بتقديم الأرقام ثم يتركون المكان للعارفين من علماء السياسة والاجتماع والتاريخ والاقتصاد والاستشراف .. أم تعتقد أنك كل هذا؟ كفى تعويضا لمن لم يكلفك بتعويضه ولا بتمثيله. حقا أصبح كلامك لا يحتمل بل أصبح مثيرا للغضب لأنك أصبحت تعادي المصالح التاريخية للشعب التونسي.
محمد أبو هاشم محجوب
30 جانفي 2023″.

شارك رأيك

Your email address will not be published.