مدينة العلوم بتونس تستعدّ لإختبار عملية إطلاق قمر صناعي مكعب (CubeSat)، مكوناته في شكل هبة صينية

في إطار سعيها لتنويع برامجها وضمان مواكبتها للتطوّرات العلمية و التّكنولوجية، شرعت مدينة العلوم بتونس في تركيب والإعداد لإختبار إطلاق قمر صناعي مكعب CubeSat، الذي تسلمت مكوناته في شكل هبة صينية عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي تجربة عملية ومبتكرة وغير مكلفة تهدف إلى تعريف العموم وتحسيسهم بأهمّية تكنولوجيات الفضاء وتطبيقاتها وإستعمالاتها في مختلف مجالات التّنمية.

وتعد الأقمار الصناعية المكعبة CUBESAT أقمارا صناعية مصغرة في شكل مكعبات ذات أبعاد قياسها 10 صم قابلة للتطوير، وتأتي في شكل 1وحدة 1U أو 2 وحدات 2Us أو 3وحدات 3Us أو 6 وحدات 6Us حيث تزن كل وحدة 1.33 كغ تقريبا.

  • ويكمن السبب الرئيسي من تصغير الأقمار الصناعية هو تقليل تكلفة إيصالها الى مدارها، حيث أن حجمها يسمح بوضعها في السعة الزائدة لمركبة الإطلاق كما أن صنعها أصبح أسهل بواسطة مكونات الكترونية مصغرة Miniatures جاهزة وهي تحتوي على جميع الأنظمة الموجودة في الأقمار الصناعية الأكبر حجما، مما مكنت المؤسسات الأكاديمية من إستعمالها كأدوات تعليمية للطلبة المهتمين بالعلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات من خلال فرص تدريب لإجراء دراسات وأبحاث حول الغلاف الجوي بموقع الإطلاق ولرصد الأرض، وبالتالي تشجيع الناشئة على الإنخراط بقطاع الفضاء عبر إستقطابهم إلى فكرة العمل على مشاريع ومهام فضائية نظرا للقيمة المضافة والمردود الإيجابي الهام لهذه التكنلوجيا في تقديم البيانات العلمية والمعلومات المعرفية حول العديد من الظواهر الأرضية، ولتعزيز إستغلال تكنلوجيا الفضاء في المجالات والقطاعات التنموية والإقتصادية والإجتماعية والبيئية (فلاحة وتهيئة عمرانية وأشغال وحماية البيئة والمحيط والتنمية المستدامة وتتبع الحركة المرورية ومراقبة التصحر والفيضانات وحماية الملك الغابي والموارد الطبيعية ومراقبة الزراعات الكبرى ومتابعة التظاهرات والتجمعات الكبرى ومراقبة الحدود والشريط الساحلي إلخ.)
  • وفي إطار أنشطتها والمهام الموكولة اليها، الهادفة الى نشر الثقافة العلمية والإبتكار بكامل تراب الجمهورية ولدى مختلف فئات المجتمع، وخاصّة في صفوف الناشئة والشباب، وذلك عبر إستيعاب العلوم المتقدمة والتكنولوجيات الحديثة، ودعم الإستعداد في نفوس الشبان منذ طفولتهم للتوجّه نحو العلوم في إطار التّكامل مع القطاع التربوي، تلقت مدينة العلوم بتونس، عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، هبة صينية متمثلة في معدات ل 10 أقمار صناعية مكعبة #CUBESAT ذات أهداف تعليمية وتنموية غير ربحية وغير معدة للوضع في مدارات أرضية، و ذلك بهدف تكوين كفاءات شابة في مجال علوم وتكنلوجيا الفضاء من خلال دورات تكوينية عن بعد، وذلك بالتعاون مع :
    1/. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ؛
    2/. الجمعية الصينية للعلوم والتكنلوجيا ؛
    3/. المركز الصيني للعلوم من أجل الأطفال والشباب ؛
    4/. منظمة الأمم المتحدة للفضاء الخارجي.

**** وقد إنطلقت الدورة التكوينية بمدينة العلوم بتونس بورشة نظرية أولى وتلتها ورشات تكوينية تطبيقية أمنها عن بعد خبراء و فنيون صينيون من ذوي الإختصاص وإنتفع بها عشرون طالبا من طلبة الهندسة من مختلف الجامعات التونسية العمومية منها والخاصة، بإشراف أساتذة تأطير علمي بمدينة العلوم بتونس، وأضفت الى تركيب عدد أربعة أقمار صناعية مكعبة متكونة من ثلاث وحدات مجهزة بكاميرا ومستشعرات عن بعد وجهاز تعقب GPS و مزودة بأجهزة إستشعار جيروسكوب ومقياس تسارع ومقياس مغناطيسي. وتأتي هذه المستشعرات على شكل شريحة واحدة متكاملة و وحدة إرسال وإستقبال لاسلكية للتواصل الحيني مع جهاز كمبيوتر عبر برمجيات.
و يمكن مد القمر الصناعي بالطاقة عن طريق بطاريات (3.7Vx6) قابلة للشحن.

** وتعتزم مدينة العلوم إطلاق الأقمار الصناعية الجاهزة خلال موعد سيقع تحديده لاحقا، بالتنسيق مع سلطة الإشراف والجهات المختصة، كتجربة أولى من نوعها في تونس، وذلك بحضور كافة المنتفعين بالدورات التكوينية والأطراف المعنية، حيث سيقع في مرحلة أولى إطلاق قمرا صناعيا مكعب عبر بالون سبر #ballon_sonde ذو سعة 60ل من الهيليوم، ليرتفع إلى 40 كم ويصل إلى طبقة الستراتوسفير stratosphère.
يقع خلال هذه العملية إستقبال بصفة حينية بيانات حول الحرارة والضغط والإرتفاع إلى الحاسوب عبر البرمجية المعدة للغرض ثم يقع إثر ذلك تعقب القمر المجهز بمظلة لإسترجاعه بعد إنفجار البالون بفعل تمدده تحت تأثير إنخفاض الضغط الجوي بداية من إرتفاع 30كم.
وفي مرحلة ثانية يقع إطلاق قمر مكعب بواسطة بالون مقيد #ballon_captif ليرتفع الى 300 متر ويتم إسترجاعه ليوفر تسجيلا للبيانات المرسلة حينيا حول طبقة التروبوسفير من حرارة و ضغط و رطوبة وصور وفيديوات لإستغلالها، بعد الدرس و التحليل، في المجالات القطاعية والتنموية الإقتصادية المشار إليها آنفا.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.