قيس سعيّد واتحاد الشغل وانقسام التونسيين

لم يكن انقسام التوانسة خافيا، السّبت 4 مارس 2023، في شوارع العاصمة التي جابتها التجمعات والمسيرات. كان واضحا تزامن اعتراض على سياسات قيس سعيّد مع غضب من ممارسات الاتحاد العام التونسي للشغل، حتىّ أن كلاهما لحقه النقد والتهجم والشتم…

بقلم سعيد الخزامي

العمّال والنقابيون ومَن اختلط بهم مِن السياسيين رفعوا في مسيرة الاتحاد شعارات وصفت الرئيس سعيّد بالمستبد الذي يسجن المعارضين، ويضيّق على الحريات، ويهاجم اتحاد الشغل، ويرفض الحوار، فيما نددت شعارات المحتجين بسياسات الحكومة كونها تتبنى رفع الدعم، وتحرر الأسعار، وتزيد في الضرائب.

في الوقت نفسه، وعلى بعد أمتار بقلب العاصمة، صب تونسيون آخرون متجمعون في حلقات نقاش جام غضبهم على اتحاد الشغل. فهو عندهم مَن، بالدفع إلى الإضرابات والمطلبيات، قد تسبب في تدهور الاقتصاد، وساهم في انتشار الفساد، واستنزف المؤسسات، لهذا يجب تدقيق حساباته ومحاسبة قياداته…

ومع حديث الاتحاد عن الزيادة من تحركاته، واستمرار الرئيس سعيّد في تكرار لغة الخصام، يزيد التيه وتتأكد عندنا حالة التخبط والتوتر والانقسام. ويبدو الاتحاد الذي يفاخر بكونه قلعة نضال قد جلب السخط لنفسه بتحوله إلى مظلة يحتمي بها النهضويون ومحترفو الفساد ـ كما ظهر في مسيرة السبت ـ مع ما يعلم مِن أن محاسبة مَن خرّبوا البلاد وجوّعوا العباد مطلب شعبي، ومع قناعته المعلنة ِمن أن العودة إلى الوراء لا تفيد البلد. ويبدو أيضا أنه قد تجاهل، لحسابات المنافع، أنّ ما يفيدها هو مقاربة إنقاذ يكون فيها للاتحاد دور استثنائي بفكر استثنائي يتغلب على المعهود الجامد.

صحفي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.