تونس في عين العاصفة !

المقال يحوصل مجمل الأحداث و الوقائع و التطورات على علاقة بالشأن العام في تونس و حالة التفاعل و التجاذب السياسي الدولي بين بلادنا و الاتحاد الأوروبي وسط موقفين لافتين لرئيسة وزراء إيطاليا ميلوني و سفير فرنسا بتونس في إطار نظرة بانورامية عامة. (بين الانغلاق السياسي و الأزمة المالية الخانقة تظل تونس تطرح بإلحاح قضية الحالة الرثة للتعليم الذي ما انفك ينحدر على كل المستويات. صورة من مسلسل “الفلوجة”).

بقلم ياسين فرحاتي

رئيس المفوضية الأوروبية جوزيف بويل انتقد كعادته الوضع السياسي بالبلاد و دعا إلى إصلاحات سياسية ربطها بالمساعدة الاقتصادية و الموضوع الاقتصادي لا يزال يراوح مكانه في ظل غموض يحف يحف بإسناد القسط الأول من قرض صندوق النقد الدولي و إذا ما وجد هذا الملف طريقه إلى حل قد تعقبه قروض و ربما هبات أخرى مثلما أشار إلى ذلك سفير فرنسا بتونس.

لا شيء في السياسة يتم على وجه الصدفة و بدون مصالح محسوبة مسبقا لذلك نجد مواقف الحكومة الإيطالية على لسان السيدة جيورجيا ميلوني في أكثر من مناسبة مؤكدة على أهمية علاقة البلدين في ظل خطر الهجرة السرية التي تهدد إيطاليا حيث أنه بناء على معلومات للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية 3000 مهاجر غير شرعي من دول إفريقيا جنوب الصحراء قد وصلوا إلى جزيرة لامبادوزا خلال اليومين أو الثلاثة أيام الفارطة.

تونس على وشك الانهيار ؟

الأوروبيون تحدثوا عن أن تونس على وشك الانهيار في إشارة إلى الأزمة الحادة التي تمر بها وهو أمر نفاه الوزير الأسبق محسن حسن و قال أننا لسنا على وشك الانهيار و أنه بإمكاننا تجاوز الوضع الصعب. بينما رأى ملاحظون آخرون أننا نتعرض لحملة ممنهجة تغذيها أطراف في الداخل و الخارج.

و هذا الكلام نجده على لسان الناشط السياسي المستقيل من حركة النهضة و عضو جبهة الخلاص وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي في برنامج ”البلاد اليوم” على الإذاعة الوطنية ليوم الإثنين الماضي الذي ما انفك يعتبر 25 جويلية انقلابا و أن الرئيس يقدم أفكار بالية منذ ثلاث سنوات و هو من ساهم في إسقاط حكومة إلياس الفخفاخ. إلى جانب رفضه للحوار و لمبادرة إتحاد الشغل.

على علاقة بميزانية المواطن يتواصل تذمر المواطن وسط ضعف الرقابة الاقتصادية على مستوى كل الجهات بسبب تواصل غلاء الأسعار. و قد يكون على صلة بنفس الموضوع ناقشت رئيسة الحكومة نجلاء بودن موضوع الوظيفة العمومية و تعصير الإدارة و الحوكمة الرشيدة.

و مثلما أن الأزمة مالية بالأساس، من المرتقب أن تنعقد جلسة أو جلسات تفاوض بين وزارة المالية و الجامعة العامة للتعليم الثانوي لمدارس مطالب و مستحقات الأساتذة النواب في إطار السعي إلى إيجاد حل نهائي لملفهم وهو من أكثر المواضيع أهمية بالنسبة للشارع التونسي لتفادي الوقوع في مطاب أخرى قد لا تحمد عقباها مع التهديد بتواصل حجب الأعداد و مع اقتراب موعد بعض المناظرات الوطنية.

مسلسل “الفلوجة” يثير جدلا واسعا على وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي و أصبح قضية رأي عام منذ الحلقة الأولى لبثه على قناة الحوار التونسي. المسلسل من إخراج سوسن الجمني لقي انتقادات حادة من طرف وزير التربية و بعض الفاعلين التربويين لكن بصدق و أضم صوتي إلى صوت أستاذ الفلسفة بالجامعة التونسية محمد محجوب الذي اعتبر أن ما قدمه المسلسل لا يساوي سوى ربع أو نصف الحقيقة و هي حقيقة لا غبار عليها إذا من الضروري معالجة القضية معالجة جادة حيث تشهد مؤسساتنا التربوية انفلاتا أخلاقيا و تراجعا فضيعا لقدرات التلاميذ.

كما أكد البروفيسور محجوب أنه من الواجب مراجعة محتوى البرامج الدراسية التي يجب أن تواكب التغيير الذي يحدث في العالم. و في هذا إشارة إلى الدور الجديد للمعلم و الأستاذ في ظل ذلك لا يمكن أن يحكم على واقع المربي اليوم خصوصا الأستاذ إلا من يمارس المهنة و على احتكاك مباشر بالتلاميذ و بمن يسيرون المؤسسات التربوية يمكن أن يقيموا حجم المعاناة التي يلقاها المربون من بعض أبناء هذا الجيل. و في الحقيقة تبقى مسألة الزمن المدرسي و كثرة المواد و البرامج إحدى المعيقات أمام تطور و رقي مسار التعليم في بلادنا و حالة الملل التي يستشعرها كلا الطرفين.

و مما لا ريب فيه أنه مهما إشتدت الأزمة لا بد و أن تنفرج يوما ما لأن دوام الحال الحال من المحال كما أن من فطرة المسلم التفاؤل بما هو قادم.

كاتب في تونس.

شارك رأيك

Your email address will not be published.