أحمد الدرعي أحد رواد الإصلاح و الفكر التقدمي في تونس

نظّم قسم العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” يوم 10ماي 2023 ندوة حول الأعمال الكاملة للمفكّر والناشط الحقوقي والنقابي والسياسي أحمد الدرعي التي نشرها بيت الحكمة سنة 2019 في جزأين، يتضمّن الأوّل الآثار الإبداعيّة، ويحتوي الثاني الكتابات الفكريّة. 

“تعدّ هذه التظاهرة العلميّة أوّل نشاط يواكب أعمال الأديب والمفكّر والمناضل أحمد الدرعي للتعريف بإبداعاته، وبنضالاته ضد الاستعمار، وضد مظاهر التخلّف”… بهذه العبارات افتتح رئيس المجمع الأستاذ محمود بن رمضان الندوة قبل أن يحيل الكلمة إلى الدكتور عبد المجيد الشرفي الرئيس السابق للمجمع الذي قدّم مداخلة تلخّص مسيرة الدرعي، وتعرّف به باعتباره رمزا من رموز الفكر التقدّمي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأستاذ الشرفي أشرف على تفاصيل نشر هذه الأعمال وتقديمها، إذ كان يضطلع خلال سنة النشر برئاسة المجمع معتبرا ذلك واجبا “نحو هذا المناضل الأديب الذي لم تسعفه الظروف ليرى أعماله منشورة في قائم حياته”.

كما قدّم الأستاذ فتحي التريكي مداخلة حول التحديث والتجديد في فكر أحمد الدرعي مؤكّدا البعد التجديدي في كتابات صاحب الآثار الكاملة “فالإيبستيميّة التي تلاقح معها الدرعي تجديديّة” والتجديد في نظر المحاضر ليس عمليّة إصلاحيّة فحسب، بل هو عمليّة إصلاحيّة تقدّميّة، لذلك يصنّف الكاتب حسب قوله ضمن مؤسّسي المدرسة التونسيّة التجديديّة التي تضمّ الطاهر الحدّاد و أبو القاسم الشابي وعديد الكتّاب والمبدعين.

وأجمع أغلب المحاضرين، والمتابعين للندوة من مجمعيين وجامعيين ونقّاد على أنّ حركة الحداثة بناها الفكر التجديدي. وفي المجال التشريعي ركّز الأستاذ علي المزغني على البعد التقدّمي في كتابات الدرعي موضّحا ملامح النزعة الحقوقيّة في جلّ أعماله المتعلّقة بالمسائل التشريعيّة، وخاصّة تلك التي تتعلّق بمشروع “مجلّة المرافعات الشرعيّة” منسجما في ذلك مع تقديم الأستاذ عبد المجيد الشرفي وجلّ المحاضرين المؤكّدين على جرأة أحمد الدرعي في مقاومته للذهنيّة المتحجّرة ورفضه للتقليديين والمتفيقهين، وفي هذا الصدد قدّم الأستاذ عزالدين العامري مداخلة يتمسّك فيها بالنزعة التنويريّة في مقاربات الأديب والمفكّر الدرعي المراهن حسب قوله على كونيّة القيم في المجال الحقوقي، وعلى سلطة العقل في السياق المعرفي.

ذلك هو أحمد الدرعي النصير للطاهر الحدّاد وللحركة النضاليّة كما ورد في محتوى مداخلة الأستاذة أميرة غنيم، والمفكّر الوطني المتحمّس لقضايا شعبه والإنسانيّة عموما وفقا لقراءة الأستاذ منصف الوهايبي الذي قارن في تدخّله بين مواقف الدرعي ورموز الحقل الإبداعي التونسي مثل محمود المسعدي ومنوّر صمادح وعديد الكتّاب المجدّدين، والرافضين للجمود الفكري.

شارك رأيك

Your email address will not be published.