الأستاذة اسلام حمزة وهي تكتب عن أحوال منوبيها خلال زيارتها إلى السجن: “يظهرلي ربيت الكبدة على المرناقية”

“عندي مدّة على زيارة سجن المرناڤيّة .. غطست في مشاغل إمتحانات وليداتي .. ثم في الإحالة المحنونة .. و بعدها في فرحة و خوضة النّجاح في الباك بما أني عندي قداش مسلمة في داري تلزيت في آخر لحظة في ركب الأنبوبة ههه و صلح الريدو و بقية الحوسة إلي تعرفوها باش الواحد يبدأ مستور وقت تجيه الناس تهنّي ..

“المهم اليوم بعد الإنتهاء من جلسة شيماء في المحكمة العسكريّة .. قلت نمشي نعمل زيارة للمرناڤيّة نطمئن على الجماعة و نعيّد عليهم .. نلقاها الأجواء عيّادي و الوجوه منورة مستبشرة بصورة لافتة .. تقول سبحان الله منين يجيبو في كل هذا الصّبر و الصّلابة .. لم أتمكّن من زيارة الجميع بسبب العدد الكبير للمعتقلين .. قابلت فقط صديقي جوهر بن مبارك ..و الأستاذ لزهر العكرمي ..و الأستاذ غازي الشواشي .. و سي عصام الشّابي .. و سي عبد الحميد الجلاصي . و سي خيّام التركي .. و الأستاذ راشد الغنّوشي .. تمنيت نزيد نشوف على الأقل الأستاذ نور الدّين البحيري و الشيخ الحبيب اللّوز و سي البشير العكرمي لكن الوقت خذلني و استرجعت للأسف بقيّة بطاقات الزّيارة دون زيارة ..

“عندما قابلت المعتقلين في عوض أنا نطمان عليهم نلقاهم هوما إلي إفتقدوني و يحبو يطمانو عليا و فرحانين لنجاح بنتي كأنّها بنتهم .. كل مقابلة مع كل واحد فيهم نجم نقعد نحكيلكم عليها للصباح نعرفكم تموتوا على الحكايات لكني سأحتفظ بالتّفاصيل لنفسي ههه .. زيارة اليوم ترد الرّوح فسختلي التعب متاع المدة الفارطة الكلّ .. كايني مشيت عملت تحويسة في مدريد أو واشنطن ههه.. وليت كي نطوّل ما نزورهمش نحس ناقصتني حاجة .. يظهرلي يا جماعة ربيت الكبدة على المرناڤيّة ..

“لكن يبقى السّجن و الظّلم من أسوأ ما يمكن أن يتعرّض له الإنسان .. متى ستكتفي السّلطة من التّنكيل بالمعارضة .. و تستوعب أنّ المنافسة و العركة السياسيّة ما تتلعبش في المحاكم و السّجون !! .. و أنّه من الثّابت تاريخيّا و واقعيّا أنّ هذا الطريق مسدود سياسيّا و سيزيد من تعفين الأجواء إلى جانب تركيز “مزيد من التّصلب والراديكالية في صفوف أنصار كلّ من السّلطة والمعارضة”!!.. متى تستوعب السلطة أنّ طبيعة و وسائل الصّراع بين الفرقاء السياسييّن داخل الوطن الواحد راهي تختلف عن المعارك و الحروب ضد المستعمر أو العدوّ .. لسنا أعداء !! و لسنا في حرب!! .. تونس بلادنا الناس الكل.. قد نختلف في تقدير مصلحة وطننا لكنّه يسعنا جميعا دون إقصاء أو ظلم أو تنكيل .. وين ماشين!!.. البلاد فكّيتوها و فككتوها .. و باقي هاربين إلى الأمام!!.. وتغطيو في الفلس و الجوع بالملفات و الايقافات!! .. و الثّابت الآن حسب جميع المؤشرات أنّكم هازّينا للخلاء .. و سنكون جميعنا خاسرون .. بلا إستثناء!!.. معارضون و زقّافونيون!!.. متى تستفيقوا من سكرة الحكم و السّلطة!!.. يزّينا .. سيّب النقابييّن و الصحافييّن و المحامين و السياسييّن و كل النّاشطين .. سيّب حرية الرّأي و التعبير .. سيّب السياسة!!.. و كلّ واحد يطرح مشروعه و ليتنافس المتنافسون!!. يزينا .. من مداعبة الدائرة المغلقة لكي لا تتحوّل لدائرة ماكرة ههه و لنقم معا بكسر هذه الدّائرة متاع أجيال متعاقبة من تدور عليا و ندرور عليك!! “.

  • بتاريخ الثلاثاء 27 جوان 2023

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.