رجاء بن سلامة حول تعليق الرئيس على تفوه فكاهي بكلمة فاحشة: “الافحاش سوء ذوق و لكنه لا يرقى إلى الجريمة” (فيديو)

بعد الكلمة البذيئة التي تفوه بها الفكاهي الفرنسي AZ مساء السبت 15 جويلية خلال “سهرة الضحك” على ركح مهرجان قرطاج والتي أثارت الجدل على صفحات التواصل الاجتماعي و بعد تقديم اعتذاره خلال ندوة صحفية عقدتها هيئة ادارة الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي و بعد ما قاله رئيس الجمهورية لوزيرة الشؤون الثقافية يوم أمس عند لقائه بها، علقت الاستاذة الجامعية و الكاتبة رجاء بن سلامة بما يلي على حسابها الخاص بالفايسبوك:

“المشكل أعمق من إفحاش فنّان أمام الجمهور
أقطع عطلتي الفايسبوكيّة-اللّه غالب كلوفيّة منذ نعومة أظافري-
لكي أقول، إنّ تفوّه فكاهيّ بكلمات فاحشة على ركح مسرح قرطاج هو من باب الإسفاف وسوء الذّوق، لكنّه ليس مسألة خطيرة وليس المسألة الأهمّ، بل إنّ حوكمة المهرجانات وزارة الشؤون الثّقافيّة عموما هي القضيّة الجديرة بالاهتمام وغياب التّصوّرات الرّاقية والمبدعة، والجديرة بتونس في القرن 21 هي المشكل.
الإفحاش في الكلام سوء ذوق وليس دليلا على قدرة الفكاهيّ على الإضحاك، ولكنّه أوّلا لا يرقى إلى الجناية والجريمة، وثانيا اخشى أن يكون تضخيمه مقدّمة لمصادرة الإنتاج الفنّيّ على أساس أخلاقويّ، في حين أنّ الفنّ بمعزل عن الأخلاق، ولا يقيّم بمعايير الأخلاق والدّين بل بمعايير الفنّ.
الإخلال المريع الذي لم يره السّيّد رئيس الجمهوريّة إلى حدّ الآن هو في ما فعلته وتفعله الوزيرة الحاليّة من عقوبات مخالفة للقوانين، وصلت إلى حدّ عزل موظّفة مشهود لها بالجدّيّة والكفاءة، ومن تتبّعات هي من باب تصفية الحسابات لا من باب تطبيق القانون، ومن تفضيل للولاء على الكفاءة في عزلها وتعيينها، ومن احتقار للمناطق الداخلية جعلها تعاقب بعض الموظفين بتعيينهم بها، ومن قرارات ارتجاليّة نابعة عن l’impulsivité ولا علاقة لها بالتّسيير ولا بالإصلاح، ومن بثّ لروح الرّقابة البوليسيّة ولكلّ سلوكيّات العهد البائد في الوزارة، ومن غياب للرّؤية الثّقافيّة في ما يخصّ كلّ مجالات الفعل الثّقافيّ، وخاصّة التّراث.
هذا وأجدّد تحذيري من تغليب النّظرة الأخلاقويّة في تحليل الأوضاع وفي تقييم الإبداع الفنّيّ.
والسلام”.
……………

و في ما يلي ما نشرته صفحة رئاسة الجمهورية بخصوص لقاء قيس سعيد بوزيرة الشؤون الثقافية:

“ستقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، ظهر اليوم الثلاثاء 18 جويلية 2023 بقصر قرطاج، السيّدة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية.

وتناول هذا اللقاء نشاط الوزارة بوجه عام والمهرجانات التي تشرف عليها على وجه الخصوص.

وذكّر رئيس الجمهورية بالأهداف النبيلة التي أنشأت من أجلها المهرجانات في تونس في السنوات الستين من القرن الماضي، فمهرجان قرطاج ومهرجان الحمامات والأيام السينمائية لقرطاج وغيرها كان الهدف منها نشر الثقافة والارتقاء بالمجتمع هذا فضلا عن نوادي السينما ودور الثقافة في كل أنحاء البلاد.

وذكّر رئيس الجمهورية بأن ركح مسرحي قرطاج والحمامات، على وجه الخصوص، لم يكونا مفتوحين إلا أمام الفنانين المبدعين الملتزمين ولم تكن تطأ أقدام أحد خشبتي هذين المسرحين من الذين لا علاقة لهم لا بالفنّ ولا بالثقافة، بل يتمّ الاختيار الدقيق على من هو جدير بالفعل بأن يشارك فيهما مشاركة تتناغم مع السياسة الثقافية للدولة.

وشدّد رئيس الجمهورية على أن ما حصل على مسرح قرطاج يوم أول أمس فيه اعتداء لا على هذا المهرجان ذي التاريخ التليد، بل يرتقي إلى مرتبة الجريمة التي يعاقب عليها القانون. فكيف يجازى من اعتدى علنا على أخلاق الحميدة أو الآداب العامة، كما ينص على ذلك الفصل 226 مكرر من المجلة الجزائية، بمقابل يناهز 26 ألف أورو للعرض في حين أنه من المفروض أن يعاقب بالسجن وبخطية مالية كما ينص على ذلك الفصل المذكور.

وخلص رئيس الجمهورية إلى أن ما يحصل في تونس اليوم في المجال الثقافي وغيره من المجالات لم يعد من الممكن أن يستمرّ، فالتنكيل بالشعب في قوته ومعاشه وفي حقه الطبيعي في الماء إلى جانب التنكيل به في التعليم والثقافة ليس من قبيل الصدفة، بل هو مدبّر له لضرب الوطن والدولة”

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.