ننشر في ما يلي القصيد الأخير للشاعرة نائلة عبيد في رثاء أبيها المربي الفاضل عبد القادر عبيد الذي وافاه الأجل المحتوم في شهر جوان الفائت و الذي يعتبر من مؤسسي المدرسة الحديثة في تونس منذ التحاقه بسلك التعليم في سنة 1952 بعد عودته من الدراسة في باريس.
أقف على نزف الرّجاء
أقلّب وجهي
تُربكني يداي
أشتمّ من بعيد رائحة ابي
والأبواب مغلقة دوني ودونه
يصرخ في داخلي جمر النّديب
ابي لا ترحل
تمهّل
ففي الجراب حكايات سنحكيها
ووصايا ما زالت بعد لم تكتمل
لم تكن ميتا وانا اضمّك
كنت اقبّل دقّاتك
اهمس في اذُنيها هل من مزيد؟!
لم تكن ميتا وانت ممدّد
كنت في كامل مداركك خلافي
انا الميّتة وقتها والأبواب قُدّت من حديد
وحدك كنت من دون يدي وقد ودّعتني
وحدك كنت وانت مكبّل بالأنابيب
أقف هنا وحدي على جمر الانتظار
انتظر خبرا يردّ لي عقلي
الأبواب موصدة يا ابي
تنهشني هنا الأشواك
أنا أنتظر…
لا تقل خذلتني بنيّتي
الأبواب يا أبي موصدة
كنت وحدك
كنتُ خلفها
انتظر ان اراك حرّا من جديد
كان حلما، الآن عرفت
لا تقل خذلتني بنيّتي
الأبواب موصدة
من خلفها كنت أراك نورا مرفوعا إلى السّماء.
سوسة في 12 جويلية 2023,
شارك رأيك