جسر “الجرف-آجيم” هل يرى النور بعد جلسة مناقشات مع أهالي جزيرة جربة؟

جزيرة جربة ما زالت تعاني كغيرها من المناطق من نقص شديد في التنمية العمومية و قد يكون لإنجاز جسر “الجرف-آجيم” دور كبير في دفع عجلة التنمية في المنطة و المطلوب اليوم الكف عن الوعود و البدء بالأشغال الفعلية.

بقلم فوزي بن يونس بن حديد

اجتمع السيد سعيد بن زايد والي مدنين بأهالي جزيرة جربة يوم الخميس الماضي بمقر بلدية آجيم من أجل مناقشة التطورات الحاصلة في موضوع الجسر الرابط بين الجرف وآجيم، وبدا السيد الوالي وكأنه يلقي موعظة فذكرهم أن الدولة التونسية مهتمة بموضوع التنمية ولكن لا بد أن يكون ذلك في وقته، فقد مرت البلاد بأزمة صحية كارثية أثناء انتشار وباء كورونا وحصد أرواح الآلاف من التونسيين آنذاك، وبين لهم أن الدولة مستعدة للعمل مع الشعب في كل وقت من أجل النهوض بالحياة الاجتماعية وتيسير المعاملات والخدمات لجميع أصناف المجتمع، وما مجيئه اليوم إلى آجيم إلا دليل على حرصه وحرص الدولة بقيادة السيد قيس سعيد على الاهتمام بحياة المواطن وتوفير كل مستلزمات الحياة الأساسية من شغل وتنمية ونقل وغير ذلك.

وفي الجلسة نفسها قدم الخبراء تقاريرهم عن الخدمات اللوجستية اللازمة وتكاليف المشروع ومدته، والحاجيات المطلوبة لدراستها بعناية حتى لا تكون هناك فجوة أو خطأ ترتيبي أو فني يمكن أن يعطل المشروع برمته، وقد بدا الحضور مركزا على حيثيات الموضوع من كل جوانبه مع مناقشة المسؤولين عن تفاصيل المشروع ومتى يمكن البدء به وكيف سيكون أمر “البطاح” بعد تنفيذ هذا المشروع.

منطقة نسيتها الحكومات المتعاقبة

ولا شك أن مشروع الجسر “الجرف -آجيم” مشروع وطني بالأساس، فهو سيخدم ولايات الجنوب بصفة خاصة، والدولة التونسية بصفة عامة، وسيجلب السياح من كافة دول العالم ويُنعش الاقتصاد بالجهة التي طالما كانت في طي النسيان ولم تحظ بالاهتمام المطلوب مع تناوب الحكومات على مدى عشر سنوات مضت خلت منطقة آجيم خصوصا على إثرها من أي مخططات عمرانية جديدة منذ عقود من الزمان، ولم تشهد مشروعات اقتصادية تفيد المنطقة وتوفر مواطن للشغل لكثير من الشباب العاطل والباحث عن لقمة العيش، لذلك قد يفسح هذا المشروع الحيوي المجال أمامهم لإبراز إبداعاتهم على جميع المستويات.

وبهذا المشروع الضخم تسجل منطقة آجيم تاريخا جديدا وتفتح بوابات وميادين العلم والمعرفة والمهن المختلفة ليتحرك السوق وتصبح المدينة في أبهى صورها، وهي تخرج من قمقمها الذي ظلت فيه لعقود من الزمن، ونسيتها الحكومات المتعاقبة، فقد يُحييها هذا المشروع بل ويُحيي المنطقة برمتها وربما يفتح الباب أمام عصر جديد من التكتلات الاقتصادية في الجنوب التونسي، وعلى هذا يتمنى أهالي الجهة ويطالبون المسؤولين بسرعة الإنجاز، فقد سبق وأن تم الحديث عن هذا المشروع منذ أن أعلنت الصين عزمها على إنشاء الجسر، ولكن يبدو أنه بفعل فاعل تم إلغاء ما بُدئ به.

فلا يمكن أن يظل هذا المشروع حبيس خلافات أو تغيير حكومات أو تأجيله على حساب مشروعات أخرى، بل على الجميع أن يتضافر ويعمل من أجل إنجاحه على أرض الواقع، علينا أن نتناسى خلافاتنا الداخلية ومشاكلنا الاجتماعية من أجل تحقيق هذا الحلم الكبير في زمن لا يتجاوز 3 سنوات، ولا يجوز لأحد عرقلة هذا المشروع لأي سبب من الأسباب بل علينا أن نعمل جميعا يدا واحدة من أجل إرساء الفرحة لأبناء آجيم وأبناء جربة والجنوب التونسي وتونس عموما، وإدخال السرور إلى قلوبهم جميعا من أجل العمل الجاد والمتواصل للحفاظ على مثل هذه المكتسبات.

غير أن جزيرة جربة ما زالت تعاني كغيرها من المناطق من نقص شديد في التنمية العمومية لتبعيتها لولاية مدنين وذلك إجحاف كبير في حقها، رغم أنها طالبت برفع المستوى الإداري للجزيرة إلى مستوى ولاية، وتصبح الولاية رقم 25، من خلال ملف متكامل اشتغل عليه المختصون في الجزيرة من كافة جوانبه وعملوا على إرشاد الناس بضرورة المتابعة والتأييد لهذا الملف حتى ينال الحظوة اللازمة من المسؤولين في الدولة، إلى جانب ملفات أخرىمهمة تتعلق بالنفايات والتنمية والشغل، وكلها ملفات عالقة تنتظر المسؤول
الجدير بالوقوف إلى جانبها ومنحها حقها المشروع.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.