أسئلة حول الدور المصري في القضية الفلسطينية

هل ستحرر فلسطين بمجرد الدعاء و تكديس الأنظمة العربية المتخاذلة للأسلحة دون نية المساعدة في عملية التحرير و إذا لم تتحرك كتائب القسام و غيرها من فصائل المقاومة فهل ستحرر فلسطين بخطب الرئيس محمود عباس؟

بقلم أحمد الحباسي

 لا نهدف من وراء هذا المقال التصويب على أحد و لسنا في وارد البحث عن كل ما يقسم الموقف العربي فى مثل هذه اللحظات العصيبة التي تمزق فيها غزة إربا إربا و يتعرض فيها الشعب الفلسطيني إلى مجزرة دموية بكل العناوين تحت أنظار و بمساندة الدول الغربية الاستعمارية الوحشية و على رأسها كالعادة و من غيرها الولايات المتحدة الأمريكية.

لعل ما يثير الأعصاب و الريبة أنه و منذ إنشاء الكيان الصهيوني الغاشم لم تسمع الشعوب العربية من حكامها إلى الشعارات و الخطب الرنانة و “ضربان اللغة” كما يقال و في النهاية نقف على هزائم منكرة و خيانات قبيحة و محاولات يائسة لفهم ما جرى.

ماذا يعنى الرئيس عبد الفتاح السيسي بكونه لن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية؟ كيف يمكن للجانب المصري منع إسرائيل و أمريكا و فرنسا و بريطانيا و ألمانيا الذين أعلنوا صراحة و علنا موقفهما المساند للكيان الصهيوني بل و طلبوا منه إعداد قائمة في كل الاحتياجات العسكرية و غيرها التي تمكنه من القضاء على حماس و على كتائب المقاومة و على البنية التحية في القطاع؟

العرب في حملة كسر عظام المقاومة

هل يملك الرئيس المصري قرار الحرب ضد إسرائيل حتى يتحدث عن السماح لها أو عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية؟ هل تسمح الوضعية الاقتصادية في مصر من تحمل أعباء حرب مع الجانب الصهيوني في غياب دعم دول الخليج المتواطئة و التي وصلت وقاحتها حدّ التنديد بالمقاومة أو بظرفية هجوم طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 باعتبار كونها قد كانت قاب قوسين أو أدنى من الدخول في علاقات دبلوماسية و استراتيجية مع الكيان الصهيوني و جاء الحدث التاريخي المذكور ليحبط سعيها مؤقتا رغم أنه من المؤكد أن دماء الأبرياء في غزة لم تمنع تواصل قنوات التباحث و التنسيق و إعطاء الضوء الأخضر لمواصلة حملة كسر عظام المقاومة ؟ 

على من سيستند الرئيس المصري في إعلان دخوله إلى جانب المقاومة  رغم ما عرف عنه من كراهية شديدة للإخوان و لقيادة حماس التي ساندت كل الهجمات الإرهابية التي نفذها إخوان مصر و أدت إلى استشهاد المئات من الأبرياء يضاف إلى ذلك أن الرجل لا يزال يعتبر حماس ذراع القطر التآمرية التي تهدد استقرار النظام و تربك كل حساباته؟ هل بإمكان الرئيس المصري فتح بقية المعابر لتسريع إدخال المساعدات؟

 لنتحدث بصراحة، هل أن ما يقع في غزة حاليا ليس تطهيرا عرقيا منظما يدخل في باب الفكرة الصهيونية القائلة بأن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت و هل أن القضاء على الآلاف الأطفال ليس قضاء على مستقبل القضية الفلسطينية؟ و لنسأل الرئيس المصري مرة أخرى  كيف سيكون الوقوف مع غزة و متى و هل أن الكيان الصهيوني يهتم بالخطب و برؤوس الأقلام الخطابية و هل سيجرؤ على تحريك قواته لو زادت الأمور في غزة تعقيدا و باتت مجرد أثرا بعد عين؟

لماذا يغمض الرئيس السيسي عينيه عن أشساء كثيرة ؟ 

و نعيد السؤال  لماذا لا يستدعى الرئيس السيسي سفيره  لدى الكيان للتشاور من باب إرسال إشارة معينة و التعبير عن جدية الموقف المصري؟ لماذا لا يطالب الرجل دول الطوق على الأقل بسحب سفرائها و وقف التطبيع مع دولة الإرهاب الصهيونية و لماذا لا يتوجه بضغط جاد تجاه الدول الغربية التي ساندت المجزرة؟ لماذا يغمض الرئيس السيسي عينيه على صمت الأمين العام للجامعة العربية و وقوفه المعلن إلى جانب إسرائيل باعتبارها الطرف المدافع عن نفسها أمام إرهاب حماس توافقا مع موقف الرئيس الفلسطيني السيد محمد عباس؟

إلى حد الآن و رغم فظاعة المجزرة لم يقم الرئيس عبد الفتاح السيسي بأي تحرك أو تصرف أو موقف يؤدى إلى نصرة الفلسطينيين في غزة و لعل المراقبين قد انتبهوا متأخرين بأن القيادة المصرية ليست راضية أصلا على قيام  المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى كما هي غير راضية مثل نظيرتها الإسرائيلية على فشل المخابرات المصرية في توقع هذا الحدث التاريخي الذي تسبب في زلزال غير مسبوق داخل القيادة الصهيونية و الذي فات في قوة وقعه عملية عبور الجيش المصري و تحطيم خط بارليف سنة 1973 و بهذا المعنى فقد تفاجأت القيادة المصرية بحجم الرد الصهيوني و بسرعة التدخل العسكري الأمريكي و باتت لا تفكر فيما سيحدث داخل غزة  و انصب اهتمامها على تذكير إسرائيل بأن مصر قوية و قادرة على حماية نفسها فيما يمكن اعتباره تفويضا معلنا بالقتل داخل غزة شريطة عدم الاحتكاك بالقوات المصرية المرابطة على الحدود في وضع دفاعي بحت .ليبقى السؤال : هل ستحرر فلسطين بمجرد الدعاء و تكديس الأنظمة العربية المتخاذلة للأسلحة دون نية المساعدة في عملية التحرير و إذا لم تتحرك كتائب القسام فهل ستحرر فلسطين بخطب الرئيس محمود عباس؟

كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.