نجيب الدزيري، هذه الظاهرة الصوتية المشبوهة 

يعتبر نجيب الدزيري الذي يقوم بدور “الكرونيكور” في أحد البرامج الذي ينشطه أحد أزلام الإعلام البائد برهان بسيس أحد الأصوات النشاز في النظام الإعلامي لمنظومة 25 جويلية مثله مثل رياض جراد “الكرونيكور” هو الآخر في إحدى البرامج الأخرى.

 بقلم أحمد الحباسي

في بلد يسيطر فيها المال الملوث و المشبوه على كل شيء لا يستغرب المتابع ظهور فقاعات إعلامية مشبوهة و شخوص سياسية باهتة خاوية من أي محتوى أو مضمون. نحن نعيش زمن “الشلل” الإعلامية المتكونة من مرتزقة السفارات و دكاكين المخابرات و جمعيات حقوق الإنسان المشبوهة إضافة إلى بعض أنصاف المثقفين و المتحصلين على عشرة الحاكم بالدزّان الذين سعوا إلى السيطرة على الفضائيات و الإذاعات و وسائل التواصل الاجتماعي مكونين منظومة إعلامية فاسدة همها الوحيد هو تضليل الرأي العام وتشويش الذهن ودفعه إلى متابعة برامج مليئة  ببعض الحسان شبه العاريات المستعدات إلى كل  شيء من أجل ما يسمى “بالبوز” (Buzz).

ربما يعتبر نجيب الدزيري الذي يقوم بدور “الكرونيكور” في أحد البرامج الذي ينشطه أحد أزلام الإعلام البائد برهان بسيس أحد الأصوات النشاز مثله مثل رياض جراد “الكرونيكور” هو الآخر في إحدى البرامج الذي تنشطه ملاك البكاري الذي لا يزال الكثيرون يتساءلون حول حقيقة لونها السياسي خاصة و أن القناة التي تشتغل فيها عليها علامات استفهام كبيرة… قلت ربما يعتبر صوتا من الأصوات التي كلفت  نفسها أو كلفوها بمهمة  تبييض و تلميع ما يسمى بمسار 25 جويلية.

الكلام البذيء و كيل التهم جزافا

لعل الأمر الملفت للانتباه أن نجيب الدزيري يملك قدرة واضحة على استخدام كمّ هائل من الألفاظ البذيئة و الجرأة غير المضبوطة على كيل التهم جزافا و دون دليل صريح مقنع، ما أكثر التعابير و المفردات و الاستنتاجات و التعاليق النابية و الإيحاءات الخبيثة التي يستخدمها الرجل فى كل طلعاته الإعلامية اليومية ناهيك عن كمّ كبير من المغالطات التي يلصقها بكل  شخص تسوّل له نفسه انتقاد مسار 25 جويلية أو يعارض مضمون خطب الرئيس قيس سعيد أو يحاول كشف وجه الخطأ في رؤية هذا الأخير.

هناك من يشبّه نجيب الدزيري بالطبل الفارغ على اعتبار أن ما يخرج من ذاكرته لا يتعدى الانطباعات الفارغة من المضمون و التي سرعان ما يتبين فشلها في الوصول إلى وجدان المتابع الذي يرى في وجود هذا الشخص في منصب المدافع عن المسار المذكورة معرّة و سلبيّة أخرى من سلبيات “العهد السعيد” الذي طال تبشير الرئيس به دون أن نرى حتى معالمه أو خطوطه الكبرى.

من حق نجيب الدزيري و ركبه و من والاه و من صدق خطابه أن يمشي في طريق الرئيس قيس سعيد و أن يشهر إيمانه بهذا النهج سواء حقيقة أو نفاقا  لكن من حق المتابع الذي  يفتح الوسيلة الإعلامية التي يبث فيها هذا الرجل وجهة نظره أن لا يصاب بالعدوى أو يتعرض إلى عملية غسيل دماغ تريد أن تقنع بأن الفيل بإمكانه أن يتحول إلى أرنب و أن الجفاف ينبت زرعا و أن السماء ستمطر ذهبا و فضة قريبا.

قدرة فائقة على تلبيس الباطل لبوس الحق

ربما أنه من الأمور التي تميّز هذه الفقاقيع الإعلامية قدرتها الفائقة على تلبيس الباطل لبوس الحق و العكس صحيح أيضا و ربما هناك من يظن أن مسار 25 جويلية الذي يشبهه الكثيرون بالأرض القاحلة و البقرة العاقرة و البغل الهرم سيجعل من تونس يوما المدينة الفاضلة التي ينتفي فيها الفساد و يعمّ فيها القضاء الناجز و توزع فيها ثروات البلاد بالعدل و يمنح فيها لكل مواطن شغل يحفظ كرامته و تباع فيه مواد التموين دون احتكار.

حين يصعد أمثال نجيب الدزيري إلى سدة الساحة الإعلامية دون أن يكون له تخصص يؤهله للحديث و إبداء الرأي فيما يطرح من مواضيع، مع أن الشهادة لله أن البرنامج الذي يشارك فيه الرجل لا يقدم أي محتوى مهم و ذي شأن يستحق حتى إضاعة الوقت في مشاهدته و متابعته، فالثابت أن الخطاب سيكون بلا ضوابط و لا  حدود و يمكن أن ينحرف ليصبح حديث نساء الحمام كما يقال بحيث تتعالى الأصوات و تختلط  بضجيج المنشط الذي فقد السيطرة أو ربما كان يحاول أن يخلق من هذه “المعركة” نسبة مشاهدة تجعله يواصل الظهور و لو لحلقات قليلة قادمة.

لعل في مواصلة قنوات الهشك بشك التي كشفت وسائل الإعلام و تصريحات  الوزير في حكومة السيد إلياس الفخفاخ محمد عبو كونها  تعيش بالمال الفاسد عمليات إفساد الذوق و نشر ثقافة القبح و الرذيلة و بيع الأوهام خاصة في كذبة  مسابقة “سيارة تمشى و سيارة تجي” و ترويج خطاب الربح السهل ما يؤكد أن الهايكا قد تخلت تماما عن مسؤوليتها الأخلاقية قبل القانونية و باتت شريكة و لو بالصمت في تدني مستوى الخطاب الإعلامي تحت كل عناوينه و لعله و “بفضل” عديد رؤوس الأموال المشبوهة التي تملكت هذه القنوات و بمساعدة بعض شركات الاستفتاء التي تقدم  نتائج مزورة حول نسبة المشاهدة بات وجود أشباه نجيب الزديري حقيقة و مدار تساؤل.

زبانية النظام الإعلامي الجديد

ما معنى أن يتحدث نجيب الدزيري بلغة الواثق من مصادره الذي له “أذن” في قصر قرطاج تنقل إليه الأخبار الحصرية التي يتباهى بنقلها في صيغة المجهول و هل صارت أسرار القصر تخرج منه على لسان هؤلاء “الشبيحة” و ما معنى أن لا يخرج المتحدث باسم الرئاسة  ليؤكد أو ينفي حتى لا يظن المواطن أن للسيد نجيب الدزيرى خطوط أخبار مفتوحة لا يستطيع غيره الوصول إليها؟ لعل صمت القصر و تناسل الفقاقيع التي تتحدث باسم مسار 25 جويلية المنتكس و تهافت قنوات الصرف الصحي الإعلامي هو عنوان مزري لما  تعيشه البلاد من نكسات متتالية على أكثر من صعيد و لعل تفرغ السيد الرئيس للقيام بدور العدل المنفذ أو “المحضر” تاركا كل مسؤوليات الدولة بحثا عن الأموال الضائعة أو متابعة الفاسدين رافضا الاستماع للشرح و التبرير مقدما نفسه على أنه من سيفعل ما عجزت عنه كبار الدول التي تملك وسائل المحاسبة الفاعلة يؤكد أن الأمر قد خرج عن السيطرة فعلا و لذلك ليس عجيبا أن يتعرض الأمن القومي لمحاولة تسميم بمادة إعلامية مشبوهة يطبخها السيد نجيب الدزيري و أمثاله من زبانية النظام الإعلامي الجديد مثلما كان في الماضي القريب من زبانية النظام الإعلامي للمرشح السابق للرئاسة نبيل القروي الفار اليوم من تونس.

كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.