في إطار عمله في مجال الحقوق البيئية ودعم الحركات الاجتماعية، يعمل مكتب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية بالمنستير على إطلاق تجربة زراعة لعديد الأصناف من البذور الأصلية (قمح، شعير، حمص، كراث، بطاطا).
تنطلق هذه التجربة بالشراكة مع الفلاح حافظ كرباعة الذي يعمل على إكثار البذور الأصلية والمحافظة عليها. والهدف من هذه العملية مواجهة أزمة السيادة الغذائية في تونس ومشاكل القطاع الفلاحي ومساندة الفلاحين ودعم حق الأجيال الحالية والقادمة في الغذاء الصحي من خلال أساليب سليمة بيئية ومستدامة.
يقع إطلاق هذه التجربة يوم السبت 2 مارس 2024 بضيعة هذا الفلاح بمنطقة بني حسان من ولاية المنستير.
إطار التجربة : عديد الحركات الاجتماعية للفلاحين المطالبة بالحق في مياه الري والحق في الأدوية والأعلاف ومن أجل التصدي للتوريد العشوائي للمنتوجات الفلاحية ولاستيراد القمح الفاسد والبذور التي ترسخ التبعية لبلدان المنشأ. حيث برزت خلال السنوات الأخيرة أزمة السيادة الغذائية في تونس وتعمقت خاصة مع هيمنة لوبيات الفساد على أبرز مسالك الإنتاج والتوزيع وتحويل السوق الفلاحي الوطني من منتج إلى مستورد لجميع مستلزمات الفلاح من بذور، أسمدة، أدوية، وخضر وغلال في مسار تدميري ممنهج للقطاع الفلاحي ككل.
وتكشف أهم مشاكل القطاع الفلاحي في تونس اليوم عن انهيار كامل لمنظومتي الإنتاج النباتي والحيواني جراء السياسات والخيارات الفاشلة التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة وسلطة الإشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة في إدارة هذا القطاع الحيوي الذي يمثل شريان الاقتصاد الوطني والضامن للاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. ولعل من أبرز تجليات هذه الأزمة، الاستغناء الممنهج عن البذور الأصلية ودفع الفلاح لاستعمال البذور المستوردة بدعوى مردوديتها العالية وبغض النظر عن العديد من المشاكل والخسائر التي تكبدها الفلاح بسبب هذه البذور، ولعل آخرها قضية بذور الفلفل الفاسدة في منطقة بنبلة من ولاية المنستير.
شارك رأيك