من يحرّك المنذر الزنايدي من خلف الستار؟ 

المنذر الزنايدي كان مسجلا في قائمة الغائبين أو المتغيبين و مثله مثل كل الغائبين يحتاج إلى بطاقة دخول يرفض شعب تونس اليوم منحها مجددا لأمثاله من المتسكعين في صالونات القمار السياسي و الانتهازيين من الذين قفزوا من سفينة الوطن يوم كاد يغرق و يحاةولون العودة إليه اليوم من الباب الكبير في جلباب الرؤساء المنقذين و ما أكثرهم و ما أغباهم.

بقلم أحمد الحباسي

من بين هذه الشخصيات التي قفزت فجأة إلى المشهد الانتخابي السيد المنذر الزنايدي الوزير السابق في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي و ابن التجمع الدستوري الديمقراطي الذي قامت حركة النهضة بمجرد صعودها للحكم إلى تدميره و حلّه بحكم يعلم الجميع كيفية صدوره  في تلك الفترة البائسة من حكم الإخوان.

لقد كان من المتوقع جدا أنه و مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة ستظهر بعض الوجوه الخفية أو المخفية أو الانتهازية في محاولة يائسة للوصول إلى مقعد الرئاسة خاصة أن هناك من يظن أن الرئيس قيس سعيد قد  كشف عن عدم قدرة واضحة على قيادة البلاد نحو الأفضل و أنه لا يملك برنامجا واضح المعالم و كل ما يملكه هي بعض الانطباعات و الهواجس التي لا يمكنها أن تتحول إلى مخطط عمل و برنامج قابل للتنفيذ. 

يعني أن السيد المنذر الزنايدي الذي  توجد ماكينة خفية تحاول تلميع صورته الباهتة اليوم هو الشخص الذي اختفى و خفت صوته تماما إن لم نقل سكت صوته على الكلام المباح طيلة عشرية سوداء دمرت الأخضر و اليابس و تركت في الجسد الوطني كدمات و رضوضا لن تمحى.

أين كان الزنايدي خلال العشرية الفارطة ؟

أين كان السيد المنذر الزنايدي حين تمت اغتيالات شهداء المؤسسة الأمنية و العسكرية؟ حين اغتيال الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي؟ حين باعت النهضة ثروات تونس بواسطة لوبي نوابها في مجلس النواب؟ حين سخرت آلة القمع و ميليشيات ما سمي بلجان حماية الثورة  للتنكيل بالمتظاهرين؟ حين ضربت حرية التعبير و دجّنت المؤسسة القضائية؟ حين تم التنكيل الشنيع بالعائلة الدستورية التي انتمى إليها و لمع إسمه فيها؟ حين كانت المناضلة عبير موسي تقاسي من عنف و اعتداء الإخوان داخل و خارج مجلس نواب الشعب؟ حين  ضرب الرئيس قيس سعيد الدستور و أسقطه بالضربة القاضية؟ حين تلاعب المرحوم الباجى قائد السبسي بإرادة الناخبين ليتحالف مع حزب إخوان الإرهاب و الخيانة؟ حين وقف الشرفاء ضد وجود دكان يوسف القرضاوي و”مدارس” تفريخ الإرهاب و خطاب التكفير في المساجد؟ حين قامت حركة الخيانة بتسفير الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا؟ حيت تصدت الطالبة خولة الرشيدي إلى عملية إنزال الراية الوطنية لتعويضها براية داعش القذرة في جامعة منوبة متعرضة إلى الإهانة و الضرب؟

لا يختلف الموقف السلبي و المتخاذل للسيد المنذر الزنايدي عن مواقف كل الذين صمتوا و تواروا على الأنظار تماما حين كانت حركة  النهضة و المتحالفون معها يبيعون شرف و عرض الوطن لكل زناة الليل و أشرار الخليج كما لا تختلف الانتهازية البائسة للرجل عن انتهازية أشخاص بائسين مثل السيد أحمد نجيب الشابي الذي لم يتحرج إطلاقا و لم تزره حمرة الخجل من وضع يده في يد سفاح الإخوان عسى أن تدور الرياح يوما بما تشتهي نفسه و يعود إلى كرسي الحكم و مباهج السلطة أو السيد حمّة الهمامي الذي اعتبر أن مواجهة عهر و خيانة الإخوان ليس وقتها أو السيد عماد الحمامي الذي نقل البندقية من هذا الكتف لكتف الرئيس متذرعا بما يصفه من مراجعات متأخرة. 

هناك ماكينة فيسبوك فاجأت الجميع تحاول تبييض و تقديم صورة جميلة للسيد المنذر الزنايدي و هناك لوبي يقول العارفون أنه متكون من بعض رجال أعمال و صحفيين عليهم علامات استفهام يتحركون في البيوت السرية و هناك منظومة تكونت لدعم المرشح لا تختلف كثيرا في تفاصيلها عن المنظومة الشبح التي أوصلت الرئيس قيس سعيد للسلطة في حدث لا يزال يثير ملايين علامات الاستفهام. 

الرئيس المنقذ لا يأتي في الوقت بدل الضائع

الوطن لا يحتاج إلى زناة الليل و لا إلى تجار الشنطة السياسية و لا إلى عناوين الإفلاس المبدئي و لا الى كل الذين صمتوا على تمزيقه و لا إلى كل الذين اختاروا الهروب من مواجهة  قطعان الإخوان أو الذين اختاروا الخنوع زمن النضال. الرئيس و المنقذ لا يأتي في الوقت بدل الضائع و لا عندما تفرغ الساحة من المناضلين و أصحاب المبادئ  بل مكان الشرفاء و أصحاب المواقف محدد بالزمان، زمان الحدث و متطلباته و انعكاساته و لأن السيد المنذر الزنايدي قد كان مسجلا في قائمة الغائبين أو المتغيبين فانه و مثل كل الغائبين يحتاج إلى بطاقة دخول يرفض الشعب اليوم منحها مجددا لأمثاله من المتسكعين في صالونات القمار السياسي و الانتهازيين من الذين قفزوا من سفينة الوطن حين حاولت حركة النهضة و المؤلفة قلوبهم معها إغراقها.

الوطن ليس خمّارة أو حافلة أو حمارا قصيرا يدخلها أو يركبه كل من تغيب ذاكرته حينا و يسترجعها حين تدعو المصلحة. هذا الوطن أطهر من أن تدوسه أقدام ملوثة و ضمائر مغيّبة و ألسنة ملجمة عن قول كلمة الحق في اللحظة المناسبة. 

كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.