الصحفي زياد الهاني يواجه تهما ارهابية

كشف الصحفي زياد الهاني مساء اليوم الثلاثاء 12 مارس عن قائمة التهم التي وجهها له حاكم التحقيق بالمكتب 12 بالقطب القضائي للارهاب… ما يلي ما نشره الصحفي زياد الهاني:

“صحّة شريبتكم
*تكوين وتنظيم وفاق إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية.
*إفشاء وتوفير ونشر معلومات مباشرة وبواسطة أي وسيلة كانت لفائدة تنظيم ووفاق إرهابي ولفائدة أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية بقصد المساعدة على ارتكابها والتستر عليها والاستفادة منها وعدم إيقاف مرتكبيها.
*الامتناع ولو كان خاضعا للسر المهني عن إشعار السلط ذات النظر حالا بما أمكن له الاطلاع عليه من أفعال مبررة لمعلومات وإرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية أو احتمال ارتكابها.
*ربط اتصالات مع أعوان دولة أجنبية بغرض الإضرار بحالة البلاد التونسية من الناحية الدبلوماسية.

  • تلك هي التهم التي وجهها لي حاكم التحقيق بالمكتب 12 بالقطب القضائي للإرهاب، في قرار ختم بحثه في قضية الدكتور منذر الونيسي، الذي أعتبره فضيحة قضائية مخزية.
    امتنعت عن استئناف القرار، معتبرا أن التهم الموجهة لي فيه سياسية بحتة تنتهك القانون بصورة فاحشة وتعتدي على حرية الصحافة، بهدف ترهيبي والتنكيل بي وإسكاتي.
    فليعلموا أن السجن لي بكرامة وعزّ أفضل منزل. وبأن الموت حين يحلّ أجلي، وحده قادر على إسكاتي. لا عاش في تونس من خانها…

تدوينة يوم أمس:
أنا صحفي ولست إرهابيّا.. غادرت الآن فقط القطب القضائي للإرهاب أين تم إعلامي بقرار ختم البحث في قضية الدكتور منذر الونيسي، التي تم استدعائي فيها كشاهد قبل أن يقع تحويلي بقدرة قادر إلى متهم.
وخلافا لما توقعته استنادا إلى ما يفرضه القانون روحا ونصّا والمنطق السليم، من أنه ستتم تبرئتي ووقف التتبع المخزي الجاري ضدي، وجّه لي حاكم التحقيق أربعة تهم إرهابية علما بأنه خلال التحقيق معي وعندما سألني: هل لديك علاقة بالتطرف؟
أجبته بكل ثقة: نعم..
انتفض السادة المحامون الخمسة الذين شرّفوني بمرافقتي للدفاع عني في أماكنهم عند سماعهم إجابتي، وقالت لي الأستاذة دليلة مصدق وهي غير مصدقة لما سمعته: لاباس؟ ياخي فاهم اش قاعد تقول؟
أعاد حاكم التحقيق سؤاله وقد اتسعت عيناه تعجّبا هو بدوره: هل لديك علاقة بالتطرف؟
أجبته: نعم .. أنا متطرف في حُب تونس. ولو كنت ممن يتاجرون بمواقفهم لما كنت جالسا قبالتك اليوم كمتهم.
كان حاكم التحقيق بالمكتب 12 بقطب الإرهاب لطيفا في تعامله معي..
ظننت، وبعض الظن إثم، أن لطفه سجية فيه جعلته يخصني بتلك المعاملة النبيلة وقد أدرك حجم التهم المثيرة للسخرية الموجهة لي، والإشفاق حتى لا أقول الاحتقار على من حررها ليحيلني بها عليه.
لكن يبدو أن لطفه كان أحد الأساليب المعتمدة في الاستدراج والبحث..
عندما خرجت من التحقيق يوم 30 جانفي المنقضي، دوّنت ما يلي:
«هانا مروّحين..
ممتن عظيم الامتنان لسندي الدائم، أساتذتي دليلة مصدق وإسلام حمزة وسمير ديلو والزعيم العياشي الهمامي والأستاذ منذر الشارني عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
شكرا للسيد حاكم التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، الذي أبهرني بلطفه وسعة صدره».
وعندما بلغني يوم الخميس الفارط استدعاء لإعلامي بنتيجة قرار ختم البحث في القضية، دوّنت في هذا الفضاء التعبيري:
«لأول مرة أستقبل بارتياح وطمأنينة، مشوبين طبعا بالحذر، استدعاء من جهة قضائية للمثول لديها كمتهم، وبأيّ تهمة؟ بتهمة الإرهاب طبعا..
لماذا الارتياح؟
لأني أتوقع من السيد حاكم التحقيق إعلامي بوقف التتبع التافه المفتوح ضدي وتبرئتي من التهمة الحقيرة والوضيعة الموجهة لي، والمهينة للقضاء أكثر مما هي مسيئة لي. حيث شعرت من طريقة تعامله معي والحرج الذي كان يبدو عليه أحيانا عند إلقائه بعض الأسئله، بأنه مدرك لطبيعة القضية المسخرة التي تمت إحالتي أمامه فيها كمتهم. وبأن الأمر لا يعدو أن يكون سوى تصفية حساب رخيص، مع صوت حر يرفض الصمت على ما يعتبره ظلما، ويصر على الدفاع عما يعتبره حقيقة..
تصوروا أن صحفيا حاور ناشطا سياسيا ليتأكد منه من مدى صحة تصريح منسوب له، وأعلن في برنامج إذاعي عن فحوى ذلك الحوار حسبما تقتضيه قواعد مهنته. فيتم استدعاؤه كشاهد للتحقق من تصريحه الإذاعي، وهذا أمر طبيعي، ثم يتم تغيير صفته في القضية من قبل النيابة العمومية إلى متهم وإحالته على قطب الإرهاب..
أشعر بالإطمئنان لأني أشك في أن السيد حاكم التحقيق، الذي كان لطيفاً معي، شخص مخادع وماكر سيتصرف معي بخسّة حسب قول الشاعر:
يبديك من طرف اللسانِ حلاوةً
ويروغ عنك كما يروغُ الثعلبُ..
ولا أعتقده حسبما بدا لي من هيئته المحترمة التي توحي بالثقة والرجولة، أنه من أولئك الذين باعوا ضمائرهم وارتضوا لأنفسهم مذلة الرضوخ للتعليمات، بحثا عن منفعة شخصية انتهازية أو ضمانا للقمة خبز مغمسة في العار والذل..
هذا رأيي فيه، فيما بدا لي منه في الظاهر، أما السرائر فلا يعلمها إلا الله..».
حدسي الذي جعلني أشعر تجاه حاكم التحقيق بالطمأنينة والارتياح، وقلت بأني أشك في أنه “شخص مخادع وماكر سيتصرف معي بخسّة”..
واعتقدت “حسبما بدا لي من هيئته المحترمة التي توحي بالثقة والرجولة، أنه ليس من أولئك الذين باعوا ضمائرهم وارتضوا لأنفسهم مذلة الرضوخ للتعليمات، بحثا عن منفعة شخصية انتهازية أو ضمانا للقمة خبز مغمسة في العار والذل..”..
هذا الحدس “الغبي” خانني..
أقولها بكل اختصار لمن يهمه الأمر، وأساسا لمن لم يفهم أو لا يريد أن يفهم:
واهم من يعتقد القدرة على ترهيبي وإخضاعي وإسكاتي. وحده الموت حين يحين الأجل سيسكتني، لكنه أبدا لن يمحو أثري.
ومن هذا المنطلق سجلت في محضر الإعلام بأني “صحفي ولست إرهابيًّا”..
وكذلك قراري بعدم استئناف التهم الموجهة لي، نظرا لطابعها السياسي الفاحش. ذلك أني لن أعطيهم فرصة تغليف فحشهم بطابع قانوني وقضائي.
فإذا ما تقرر سجني وأظن الأمر كذلك، والله غالب على أمره وأنا راضٍ به وحامد، سأمضي إلى سجن المرناڤية للالتحاق بالوطنيين الأحرار المعتقلين هناك مرفوع الرأس، دفاعا عن قيم العدل والحرية…

شارك رأيك

Your email address will not be published.