ذكرى 9 أفريل 1938: هي ملحمة بطولية خالدة، خرجت فيها لأول مرة المرأة التونسية للتظاهر

اكتفت رئاسة الحكومة بنشر صورة لعلم تونس و فيه تذكير بأحداث 9 أفريل 1938 و الذكرى 86 لعيد الشهداء.

بالمناسبة، نعيد هنا نشر حوصلة عن هذه الأحداث كتبها أسامة الراعي السنة الفارطة في مثل هذا اليوم:

“في مثل هذا اليوم 9 أفريل من سنة : 1938 – خروج آلاف التونسيين في مظاهرات جماهيرية عارمة للمطالبة بحكومة وطنية وبرلمان تونسي يمثل صوت الشعب، فيما عرف باسم أحداث 9 أفريل.

  • مثلت أحداث الثامن والتاسع من أفريل 1938 منعرجا حاسما في تاريخ الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والسيادة والاستقلال بتونس.
  • فأحداث التاسع من أفريل 1938 والتي تصل اليوم ذكراها ال 85 (تحيين 86) ليست مجرد ذكرى عابرة بل هي ملحمة بطوليّة خالدة تعدّ واحدة من أبرز الملاحم العربية العظيمة.
  • فانطلاقا من يوم 7 أفريل شهدت مختلف المناطق التونسية تنظيم مظاهرات جماهيرية عارمة أطّرها الحزب الدستوري الجديد آنذاك للمطالبة ببرلمان تونسي يمثّل صوت الشّعب.
  • وقد شهدت هذه التحركات أوجهها بتونس العاصمة في اليوم الموالي عندما خرجت مظاهرتان ضخمتان في نفس التوقيت. خرجت الأولى من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم يقودها المنجي سليم.
  • خرج الآلاف يومي 8 و9 أفريل 1938 متحدين الآلة القمعية الاستعمارية في مسيرات حاشدة منادين بالحرية وتحديدا بـ”برلمان تونسي” فسقط العشرات برصاص المستعمر وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية آنذاك.
  • وشهد هذا الحراك خروج المرأة التونسية في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة، حيث التقت الحشود أمام مبنى الإقامة العامة الفرنسية بوسط العاصمة في تحد واضح لسياسة التضييق الاستعمارية التعسّفية على أبناء الشعب التونسي.
  • وفي تطور بطولي للحراك الوطني آنذاك اندلعت المواجهات يوم 9 أفريل 1938 إثر تسرّب معلومات تفيد بتنفيذ المستعمر لعملية إغتيال المناضل علي البلهوان بتهمة التحريض ضدّ الإحتلال الفرنسي.
  • ويذكر ان علي البلهوان يعتبر واحدا من أبرز ملهمي النضال الوطني، بفعل حماسه واتساع تأثيره على الشباب التلمذي وخطاباته النّاريّة الملتهبة. وقد أدت هذه المظاهرات في تطور غير مسبوق لمسيرة الكفاح الوطني إلى مواجهات عنيفة دامية مع جنود الاستعمار الفرنسي، أسفرت عن استشهاد عدد كبير من التونسيين من أجل عزّة البلاد ورفعتها وإعلاء رايتها.
  • ولاحتواء ثورة الشعب آنذاك قام المستعمر الفرنسي بحملات قمعيّة واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية ورموزها.
  • ولم تكن أحداث 9 أفريل مجرد حدث عابر بل لها دلالات رمزية أعمق بكثير لأنها تعكس حرب التونسيين على كل أشكال القهر والاستعباد والظلم وهي أحداث تعني أن للكرامة والحرية ثمنا وجب دفعه.
  • ويتم الاحتفال بهذه الذكرى سنويا في التّاسع من أفريل الذي أصبح عيدا وطنيّا “.
  • نص لأسامة الراعي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.