الإذاعي الكبير عادل يوسف في ذمة الله

توفي اليوم الأحد 11 ماي 2025 الإذاعي الكبير كروان الإذاعة الوطنية عادل يوسف الذي سحر بصوته الشجي عبر برنامج “رمضان ملئ قلوبنا” أجيالا من المستمعين لعقود.

عادل يوسف من مواليد 29 أكتوبر سنة 1939 واسمه الحقيقي عادل عوض عبد اللطيف، ينحدر من اب مصري وأم تونسية.

هو حفيد النقابي مختار العياري (رفيق محمد علي الحامي) الذي حُكِم عليه بالنفي بعد حلّ جامعة عموم العملة التونسية، واستقر بالإسكندرية مع ابنته التي تزوجت مصريا (عوض عبد اللطيف علي) من بلدة سوهاج، وأنجبت منه عادل عوض (عادل يوسف).

توفيت والدته وهو في سن السادسة، فعاش طفولة مضطربة دفعته إلى السفر بمفرده إلى تونس وهو في سن الثانية عشر حيث تكفّل برعايته خاله.

كان دخوله للإذاعة التونسية بمحض الصدفة، فقد اضطر المسرحي المصري الكبير كمال بركات، الذي كان يشرف على قسم التمثيل بالإذاعة التونسية سنة 1952 للبحث عن طفل يجيد اللهجة المصرية، وكان الأستاذ بركات صديقا لخال الطفل عادل عوض وقد كان يملك مقهى قريبا من مقر الإذاعة، فاقترح عليه أن يقوم بن أخته بتقمص دور “بلحة” في مسرحية إذاعية عن قصة للأديب الكبير توفيق الحكيم ويعمل “بلحة” صبيا لدى صاحب المقهى.

وقَبِل الطفل المقترح وشارك ونجح في تقمص الدور، مما جعل المخرج يُشركه في عدة اعمال أخرى.

ثم سافر الراحل عادل يوسف الى مصر ليستقر بها سنوات ثم عاد الى تونس وحال عودته اتصل بإدارة الاذاعة الوطنية وتقدم بمطلب للعمل بها فأُجريَت له تجربة صوتية بإشراف الإذاعي عبد الحميد الرفاعي واجتازها بنجاح وقد دوّن رئيس اللجنة على ورقة الاختيار “صوته جيد يصلح لقراءة النصوص” فالتحق بقسم المذيعين.

أكثر من 50 سنة قضاها “كروان الإذاعة” وراء المصدح … فقد بدأ الرحلة مع الاذاعة سنة 1952 في قسم التمثيل، ثم انقطع لمدة ثلاث سنوات ليعود بعدها سنة 1959 ويواصل الرحلة الى سنة 2005 … حيث اشتهر خاصة بتقديم برنامج “عبرة ونغم” والبرنامج الرمضاني “تحية الغروب” والذي تحول عنوانه بعد ذلك الى “رمضان ملئ قلوبنا” طوال 40 سنة دون انقطاع إلاّ مرتين…

رحمه الله واسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.