رحلت السلطات الألمانية، خلال سنة 2018، أكثر من 1500 مهاجر ينحدرون من البلدان المغاربية. ويصنف هؤلاء المرحلون ضمن المهاجرين المخالفين للوائح الإقامة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، أمس الثلاثاء 15 جانفي 2019، بينهم 318 تونسيًا.
بقلم عمّـار قـردود
حسب التقرير المنقول عن وزارة الداخلية الألمانية، ينقسم هذا العدد الجملي 1500 إلى 318 تونسيًا، 534 جزائريًا و665 مغربيًا، جرى ترحيلهم من ألمانيا حتى نوفمبر 2018. وتعتبر هذه الأعداد أعلى من عدد المرحلين خلال سنة 2017 بكاملها والذي بلغ 1389 مهاجرًا من بينهم 251 تونسيًا ،504 جزائرًيا و634 مغربيًا.
المصدر نفسه أكد أن 386 مهاجرًا من تلك الدول اختاروا العودة إلى أوطانهم طوعًا على امتداد عام 2018، من بينهم 67 تونسيًا، 266 جزائريًا و53 مغربيًا، إذ تسمح العودة طوعًا للمهاجرين غير الشرعيين بالإستفادة من برامج تمويل من الحكومة الألمانية من أجل البدء بمشروعات خاصة بهم في دولهم الأصلية.
وكشف وزير التنمية والتعاون الألماني غيرد مولر أثناء زيارته لتونس في أكتوبر الماضي عن خطط لبرامج تستهدف تخصيص حصة للمهاجرين المرحلين من أجل إدماجهم في شركات ألمانية مستثمرة بدول جنوب المتوسط وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة الألمانية فشلت في عدة محاولات سابقة، لنيل مصادقة مجلس الولايات (بوندسرات) حول قرار تصنيف دول منطقة شمال إفريقيا كجهات آمنة، وهو ما يسمح برفض طلبات اللجوء تلقائيًا للمهاجرين أو اللاجئين القادمين من هذه الدول.
وأضافت أن القرار يعترض بصورة أساسية من حزب الخضر، وذلك بسبب أوضاع حقوق الإنسان في هذه الدول، كما وجهت منظمات من المجتمع المدني في تونس والمغرب والجزائر انتقادات لسياسات الترحيل الألمانية والقيود المشددة على الهجرة.
التحرش الجنسي تسبب في طرد ألمانيا للمهاجرين واللاجئين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بمثابة المنعرج الحاسم لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جنسي جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش الجنسي والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقًا لشهود.
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة “بغيدا” أهم الأطراف التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف وإرهاب جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب باللاجئين المعتمدة من طرف الحكومة الألمانية. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
وفي المقابل قام أشخاص ألمانيين بالإعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
في 19 ديسمبر 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت “داعش” فيما بعد تبنيها للاعتداء.
شارك رأيك