الدورة التأسيسية  لتظاهرة “مجالس الفنون” بالحمامات: نجاح عرض الكوميديا الموسيقية “ديما نضحك ديما زاهي ” للمخرج محمد منير العرڨي (صور)

على إمتداد ساعتين و نصف من الزمن، و في ظل أجواء جمعت بين الموسيقى، المسرح والشعر، نجح العرض الثاني “ديما نضحك ديما زاهي ” للمخرج محمد منير العرڨي المقدم خلال سهرة السبت 27 أوت 2022 نجاحا لا غبار عليه في رسم البسمة على وجوه جمهور الحمامات الذي تعرف على جزء من التراث الموسيقي التونسي و تفاعل إيجابا.

وفي هذا الصدد كشفت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، عن خصوصيات ثاني سهرة ضمن الدورة التأسيسية لتظاهرة “مجالس الفنون ” التي تنتظم تحت إشرافها ، وذكرت انه كان لعشاق المسرح موعد مع عمل موسيقي مسرحي غلب عليه الطابع الكوميدي للمخرج محمد منير العرڨي بمشاركة الملحن والموزع حكيم الغربي على المستوى الموسيقي، وكل من فتحي المسلماني، جمال المداني، محمد منير العرڨي، إكرام عزوز، كوثر بلحاج، حنان الشڨراني، محمد حسين ڨريع وصبري الجندوبي على مستوى الأداء والتمثيل.

وكانت البداية مع عازف الناي “رضا الڨاسمي ” في وصلة موسيقية تلاها إعتلاء الممثل فتحي المسلماني الركح ليضع هذا العرض المسرحي في إطاره الحقيقي لتكون : “اليوم بش نحكيو على قبل “، الجملة التي أعطى من خلالها المسلماني شارة الإنطلاق.

في الواقع، عادت أحداث هذا العرض إلى الفترة الزمنية التي تلت جائحة كورونا، وتحديداً عندما تم السماح بإستئناف الأنشطة الثقافية في القاعات المغلقة والمسارح حيث تم برمجة إحدى قاعات العرض عرض موسيقي وعرض مسرحي في نفس اليوم وتمسك منظمو كل منهما بإقامة العرض الخاص به ليقررا أخيرا العمل سويا وتكليل هذا القرار بعرض موسيقي -مسرحي مشترك.

يرمي هذا العمل أساسا إلى تثمين التراث الموسيقي الفكاهي الساخر و التعريف به وذلك عبر أداء الممثلين لباقة من الأغاني المستمدة من صميم التراث التونسي على غرار أغاني الهادي السملالي، فتحي المليتي ، صالح الخميسي ، حمادي الجزيري ،محمد الجراري وغيرهم.

ومن جهة أخرى، لم يغب الشعر عن هذه السهرة تماما كسابقتها، حيث قدم الشاعر الغنائي “حاتم الڨيزاني ” ، في هذا السياق، وصلة شعرية ألقى فيها أشعارا بالدارجة التونسية على غرار ” صيد الريم ” التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بالغناء، “مزلت بش نتفكرك “، كما ألقى من الأشعار العربية الفصحى “متعب في ليلتي ” و “يا صديقة ” .

كانت الفرصة كذلك مناسبة للجمهور للرقص ، بعد أن قدم الممثل “عماد الوسلاتي ” تحية متميزة إلى الفن الشعبي و المزود التونسي من خلال جملة من إيقاعات المزود إضافة إلى أغنية “يا ڨصاب” التي تنتمي إلى الفلكلور التونسي قدمتها سابقا عساوية البلوط .

“طفلتي

قد خاب فيك اليوم ظني

كنت وهما شفيت اليوم منه

و إطمئني “

، هكذا أراد الشاعر حاتم الڨيزاني لهذه السهرة أن تختتم وهذا ما إختاره لها من كلمات.

ليس هذا فحسب، فقد أدى حكيم الغربي ، قبل إسدال الستار على عرض هذه الليلة، مجموعة من أغاني الراحل رضا ديكي كحركة تكريم لروحه ولما تركه من إرث فني متميز.

على هامش السهرة ذاتها، عبر مخرج العمل محمد منير العرڨي من خلال تصريح له عن سعادته بتأسيس تظاهرة المؤسسة التونسية لمؤسسة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة “مجالس الفنون ” لأنها تأصل الفن التونسي، كما أفاد بأنه من حق الجمهور التونسي أن يتمتع بالذائقة الفنية العالمية ولكن لابد من تخصيص مجال للفن التونسي .

من جهتها، أكدت الممثلة كوثر بلحاج أن هذه التظاهرة قد منحت لها فرصة العودة إلى ركح الحمامات بعد 22 سنة منذ مسرحية “الليل آه يا ليل ” للمخرج المنصف الأزعر، كما عبرت عن سعادتها و ترحيبها بنشأة مؤسسة حقوق المؤلف التي ستحافظ على حقوق الفنان التونسي .

أما عن الممثل فتحي المسلماني، فقد تطرق إلى الأضرار الناجمة عن عملية إعادة بث المسلسلات القديمة بصفة متكررة، الأمر الذي تسبب لعدد من الفنانين بتصنيفهم قسرا ضمن خانات معينة كخانة “الوجوه التلفزية المستهلكة” .

مستقبلا، سيكون لجمهور المركز الثقافي الدولي موعد متجدد مع الفن الرابع من خلال مسرحية ” حسين في بكين ” للفنان مقداد السهيلي وذلك في إطار السهرة الثالثة المبرمجة بتاريخ اليوم الاحد 28 أوت 2022.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.