الرئيسية » تونس : سكاكين النهضة لذبح الوطن…

تونس : سكاكين النهضة لذبح الوطن…

“مليونية” حركة النهضة في شارع الحبيب بورقيبة تعد بالعشرات : انتهى الدرس أيها الأغبياء…

لم يعد بمقدور أحد من قيادات النهضة أن يزعم اليوم أن الحركة الإسلامية التونسية قادرة على رد الفعل بقوة على قرارات الرئيس قيس سعيد أو على  مشاعر الشعب التونسي السلبية جدا تجاهها و لم يعد مسموحا اليوم بعد أن نزع الرئيس عن شيخ الإخوان راشد الغنوشي كل الامتيازات الخيالية التي كان يتمتع بها أن يخرج من يقول أن المرشد لن يخضع للمحاسبة القضائية قريبا. 

بقلم أحمد الحباسى *

بعد مخاض عسير و طبل و صفير و لغو و بندير تبيّن أن “مليونية”  حركة النهضة هي مجرد كذبة أخرى تضاف إلى ترسانة أكاذيب و أراجيف أبناء يوسف القرضاوى. و لعل اللافت للنظر أن النهضة قد احتاجت هذه المرة و لأول مرة منذ “الثورة” إلى حضور و أصوات  بعض الشطّاحين الردّاحين مثل عياض اللومى و جوهر بن مبارك و الصافي سعيد و الحبيب بوعجيلة و لعله لأول مرة نجد مظاهرة يراد لها أن تكون حدثا سياسيا مهمّا لا نجد على رأسها مرشد الإخوان راشد الغنوشي أو على الأقل أبرز قيادي الصف الأول في الحركة.

النهضة أداة طيّعة لخدمة أجندات تآمرية على تونس

بطبيعة الحال كانت كل المؤشرات تصبّ فى اتجاه أن الحركة التي أريد لها من بعض الدول الأجنبية أن تكون أداة طيّعة لخدمة أجندات تآمرية على تونس قد فقدت أو استنفدت كامل رصيدها طيلة أكثر من عشرة سنوات عجاف استعملت فيها كل أساليب التمويه و المخاتلة و التضليل و لذلك كان منتظرا أن يقفل الرصيد و يأتي وقت المحاسبة.

لا شك أن قرارات الرئيس قيس سعيّد ليلة  25 جويلية 2021 و ما تلتها قد كانت زلزالا سياسيا لم يتوقعه أحد على الإطلاق و بهذا المعنى فإن حركة النهضة التي فشل أعوانها المدسوسين في كل مكان من التنبؤ بالحدث قد كانت أول و أهم المستهدفين المباشرين بتلك القرارات التي أسقطت شيخها من برجه البرلماني و ركنته في مخبأه في مونبليزير منذ تلك اللحظة لكن و بالتبعية فقد شكلت تلك القرارات هزّة عنيفة في المشهد الحزبي و بالذات لدى بعض الحزيّبات الكرتونية التي كانت تسير دائما في ركب و ظل حركة النهضة حتى و لو نطقت نفاقا بغير ذلك.

لقد أدركت تلك الطفيليات الحزبية بعد فترة قليلة أن عقل الرئيس لم يعد قابلا حتى بوجودها فما بالك بقبول أن تكون جزءا من منظومة الحكم التي كان يراها للفترة القادمة. لذلك وجدنا رموزها القاحلة في “مليونية” حركة النهضة و سمعنا على لسانهم أقبح النعوت الموجهة للرئيس و هجوما خبيثا على كل مقرراته.

لا أريد من خلال هذه الكلمات أن أسوق لهؤلاء دروسا في السياسة و لا تذكيرهم بماضيهم في القفز على الثورة و ابتداع  “تاريخ” بطولات وهمية ضد نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن على و لا بما كانوا يقبضونه من ذلك النظام من عمولات و لا ما يأتيهم بطرق مختلفة من أموال و  تزكيات و تذاكر سفر من منظمات أجنبية مشبوهة.

الحركة الإسلامية صارت رقما لاغيا في المعادلة السياسية التونسية

لا أريد فعلا أن ألتجىء إلى إكراهات تاريخهم الأسود و جغرافيا تحركاتهم بين السفارات و دكاكين المخابرات الأمريكية و غيرها و لكن من الواجب اليوم أن نقول لهؤلاء الذين نطقوا بتلك الخطبالتونسية العصماء في ساحة المسرح البلدي أنهم لا يختلفون على هؤلاء المهرجين الذي نسمعهم و نشاهدهم في وسائل الإعلام و الذين كرههم الخاص و العام و بات يرى في إفلاس أفكارهم و تصوراتهم و تكرارها الممل سببا أصيلا فيما وصل إليه حال البلاد من سقوط على كل المستويات.

اليوم أيها المشاركون فى “مليونية” الأراجيف أنتم من أعطى بمثل مواقفكم السوء الشرعية و المشروعية للرئيس ليتخذ من القرارات و المراسيم ما يزيح عبء وجودكم من على صدور الشعب.

لقد فشلت حركة النهضة في أهم اختصاص لها و هو تحشيد المناصرين و هذا دليل فاضح قوى يؤكد وجود تراجع  مستمر و مهم في منسوب ثقة المنتسبين للحركة و فشلت الحركة أيضا في فرض نفسها فيما تروجه دائما من كونها تمثل رقما صعبا في المعادلة السياسية بل لنقل أن فشل “المليونية” قد جاء في سياق متسلسل من الأحداث السلبية التي تعرضت إليها قيادة الحركة و آخرها طبعا  تلك الصورة المعبّرة للشيخ راشد الغنوشى و هو يقف عاجزا مذلولا أمام باب مجلس النواب.

حركة النهضة تصر على مواصلة إيذاء الشعب التونسي

لم يعد بمقدور أحد من قيادات النهضة أن يزعم اليوم أن الحركة قادرة على رد الفعل بقوة على قرارات الرئيس أو على  مشاعر الشعب السلبية جدا تجاهها و لم يعد مسموحا اليوم بعد أن نزع الرئيس عن شيخ الإخوان كل الامتيازات الخيالية التي كان يتمتع بها أن يخرج من يقول أن المرشد لن يخضع للمحاسبة القضائية قريبا. 

لقد فشلت الحركة مرة أخرى في فهم نبض الشارع و في قراءة  التحولات الخارجية قبل الداخلية و إذا كان المنسلخون من الحركة قد صوبوا أصابع الإتهام لمرشدهم فهذا ليس من فراغ أو حالة عاطفية سلبية ستزول سريعا. لا تزال حركة الإخوان أو بالأصح فرعها  المناوب في تونس تصر على مواصلة إيذاء الشعب التونسي و بعد أن “تكفل” رضوان المصمودى بمناشدة السلطات الأمريكية حتى لا توجه تلاقيح الكوفيد نكاية بالشعب و الرئيس ثم كان وراء زيارة وفد الكونغرس لممارسة الضغط على القيادة التونسية تطالعنا بعض التسريبات باجتماع خفي بمنزل أحد قيادي الحركة المدعو السيد الفرجانى بأحد المسؤولين في السفارة الأمريكية بتونس في مسعى محموم لإنقاذ الحركة و تجنيبها مصير محتوم بالمحاسبة القضائية و السياسية و الشعبية.

من المهم الإشارة إلى أن عملية انسلاخ المائة عضو من النهضة في  الأيام الأخيرة ليست إلا عملية تضليل يراد من ورائها تكوين حزب نهضة مكرر  تجنبا  لإمكانية تعرض الحزب للحلّ قضائيا من طرف محكمة المحاسبات و في هذا السياق يجمع الملاحظون أن ما أبداه الشيخ راشد الغنوشى من لامبالاة تجاه موقف المنسلخين ليس إلا لعبة تقاسم أدوار متقنة تمّ التخطيط لها في الغرف المظلمة التابعة لدولة خليجية معروفة برعايتها لحركة الإخوان.

* كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.