قامت أمس الثلاثاء 29 نوفمبر الجاري جرافات تابعة لبلدية منزل بوزلفة بتحطيم معلم فني بارز متمثل في تمثال “ثمرة البرتقال “.
و حسب عمر الغدامسي الكاتب العام لنقابة الفنون التشكيلية فإن هذ العمل التشييدي للفنانة مني جمل سيالة لا يحمل شبهة السلفية و لا يندرج ضمن معاداة الصورة و الفن .
و أشار إلى أن من اتخذوا قرار هدم هذا المعلم الفني هم قريبين منهم في طريقة اللبس و مفردات الكلام و في التمييز بين الأشياء .مشيرا إلى أنهم مسئولون عن الشأن العام في مدينة منزل بوزلفة و هم من يشرفون علي تسيير مصالح البلدية .
و أضاف عمر الغدامسي أنه أن يتم تحطيم عمل فني موجود و ثابت من طرف السلفيين فهذا نابع من سياق يعرفه الجميع أما أن يتم ذلك من طرف مسؤوليين إداريين مدنيين فذلك يعني وجود خلل ما في ذهنيتنا حسب تعبيره.
و اعتبر أن ما قامت به بلدية منزل بوزلفة يعبر عن درجة ملفتة من احتقار الفنانين و الفن مؤكدا أنه لم يتم إعلام صاحبة العمل بالقرار و التنسيق معها لإيجاد الحلول الممكنة و البديلة .
و أكد أن هذا القرار هو ضرب لحقوق الفنانين حسب قانون الملكية الأدبية و الفنية خاصة و ان العمل المذكور خاضع لعقد بين الفنانة و بلدية المكان وفق صيغ الصفقات العمومية ..
و أفاد إلى أن العمل الفني يعتبر في جانب اعتباري منه جزء من الرصيد الخاص بالفنانة ” منى جمل سيالة” مشيرا إلى أن إن ما حدث هو جريمة تستدعي التدخل العاجل و تحديد المسؤوليات . “جريمة لا تختلف في صميمها عن ما يرتكبه السلفيون ضد الفن مادامت النتيجة واحدة .” حسب قوله
و يشار إلى أن هذا العمل الفني و الذي تمت إزالته بلدية منزل بوزلفة قامت بانجازه الفنانة مني جمل سيالة سنة 2006 في إطار مسابقة في الغرض شارك فيها العديد من الفنانين و المصممين و ذلك عندما ارتأت بلدية المكان انجاز معلم فني موضوعه ثمرة البرثقال التي تتميز بها منزل بوزلفة . و قد اسند المشروع إلي الفنانة مني جمل بمبلغ جملي بسيط لم يتجاوز الألف دينار .
و هذا العمل الفني موثق في عديد الكتالوغات و المواقع نذكر كتالوغ بينالي بونتفيدرا باسبانيا و الذي يعتبر من بين أهم الأحداث الفنية في المحيط المتوسطي و العالم . بهذا المعني فان المعلم الذي أنجزته الفنانة أصبح و بتقدم تجربتها و إشعاعها في تونس و خارجها له حضور يتجاوز المكان الذي هو فيه . خاصة و أن للفنانة رصيد دولي محترم من المشاركات في ملتقيات كبري و ذات إشعاع عالمي .
و.ق
شارك رأيك