بيان حزب العمال بمناسبة غرة ماي تحت شعار: “إلى النضال دفاعا عن الحق في الحرية والعيش الكريم”

يُحيي العمّال في كلّ أصقاع العالم ذكرى عيد العمال العالمي، ذكرى عيدهم الأممي الذي أقرّته الحركة الاشتراكية تخليدا لنضالات الطبقة العاملة وتعبئة مستمرة لها ضد الاستغلال الطبقي الرأسمالي من أجل العدالة والكرامة والاشتراكية باعتبارها الحل الجذري لتناقضات المجتمع التي تقابل بين الأقلية المالكة لوسائل الإنتاج والثروة والأغلبية الصانعة لها والمحرومة منها.


ويأتي هذا الاحتفال في ظل أزمة اقتصادية ومالية جديدة إثر جائحة كورونا وانعكاساتها المدمرة على الطبقات الكادحة بينما استغلتها البورجوازية الاحتكارية لتكديس مزيد الأرباح. كما يشهد العالم تنامي نضالات العمال والشعوب من أجل مطالبهم وحقوقهم المشروعة وضد نهب المؤسسات والدول الامبريالية في ظرف تفاقمت فيه الصراعات بينها من أجل السيطرة السياسية والاقتصادية على العالم مما يهدد السلم العالمي ويزيد من مخاطر اتساع رقعة الحروب والنزاعات.

وفي تونس تعود ذكرى غرة ماي وأوضاع العمال والكادحين وعموم الشعب قد بلغت درجة غير مسبوقة من التدهور، وهي نتيجة حتمية لتواصل الاحتكام لنفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية اللاوطنية واللاشعبية والتي لا همّ لها سوى تكديس الثروة عند أقلية طبقية تراكم النفوذ بسرقة الجهد والعرق بينما تعرف أوضاع الجماهير الساحقة في المدن والأرياف كل مظاهر البؤس والفاقة من استشراء البطالة والفقر المدقع وتدهور المعيشة بسبب الغلاء المشط ّوندرة البضائع الحيوية وارتفاع الضرائب وتراجع الخدمات الأساسية التي تهم ّالتعليم والصحة والنقل… وارتفاع منسوب “الحرقة” والموت في عرض البحر والجريمة والمخدرات والعنف والانقطاع عن الدراسة، بالتوازي مع ارتفاع حجم المديونية وعجز الميزان التجاري وارتفاع التضخم والهبوط الجنوني لقيمة الدينار، كل ذلك في إطار الخضوع الذليل لإملاءات صناديق النهب وعلى رأسها صندوق النقد الدولي الذي تصر ّالدولة على التسوّل على أعتابه ولا ترى من حلّ سوى الخضوع له.

يتزامن التدهور المريع للأوضاع الاجتماعية للشعب التونسي مع إحكام سيطرة قيس سعيد على مجمل مفاصل القرار بعد الانقلاب والاستحواذ على مجمل المنظومة التي كان يتقاسمها مع حركة النهضة وشركائها. سيطرة يستغلها لتدمير الحياة العامة من خلال دستور وضعه بنفسه ولنفسه، ألغى فيه الأسس المدنية والديمقراطية الأساسية للدولة واستهدف الحريات العامة والفردية التي افتكها الشعب والكادحون بالدم للدفاع عن مصالحهم وتطلعاتهم، ولا يتوانى سعيد عن استهداف الحركة النقابية والاتحاد العام التونسي للشغل كجزء من توجهاته التي تريد دفن كل الوسائط وآليات التنظم والنضال الاجتماعي والسياسي.

إنّ حزب العمال الذي يُحيي ذكرى عيد العمال العالمي المجيد، وإذ يتوجه بالتحيّة النضالية إلى عموم عمّال تونس والوطن العربي والعالم، فإنّه:

1 – يجدد قناعته بأنّ الأوضاع الكارثيّة التي يعيشها العمال ومجمل الكادحين والمفقرين هي نتيجة حتميّة لتواصل الخيارات النيوليبراليّة الوحشية المتبعة منذ ما قبل 14 جانفي 2011 وفي ظل كل الحكومات السابقة وحكومة قيس سعيد رغم ما يرفعه من شعارات شعبوية فارغة وهي خيارات كرست التبعية والهشاشة الاقتصادية والتهميش الاجتماعي أدت بالبلاد إلى أزمة هيكلية خانقة تضعها اليوم على حافة الإفلاس ولم يستفد منها سوى الأقلية الماسكة بالسلطة وبوسائل الإنتاج.

2 – يدعو عمال تونس وكل الكادحين والفقراء في المدن والأرياف، في المصانع والحقول والمنشآت والإدارات إلى تنظيم النضال وتصعيده ضد خيارات التفقير والتبعية واللصوصية ويجدّد مساندته للاتّحاد العام التونسي للشغل والحركة النقابية في نضالها العادل والمشروع من أجل الدفاع عن حقوق منظوريها على مختلف الواجهات.

3 – يؤكد قناعته بكون الظروف المأساوية التي تعيشها الطبقة العاملة في كل بلدان العالم هي نتيجة حتمية لتواصل هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي الذي استنفذ صلاحيته التاريخية وآن الأوان لقبره إلى الأبد وتعويضه بالبديل الاشتراكي الذي يحقق إنسانية الإنسان من خلال العدالة والكرامة والحرية الحقيقية.

4 – يجدد مساندته اللامشروطة لنضال الطبقات والشعوب والأمم المضطهدة وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني والشعب السوداني، في كفاحهما المرير من أجل التحرر والانعتاق والاستقلال.

المجد للعمّال ورثة الأمجاد.
المستقبل للاشتراكية.
حزب العمّال
تونس في 1 ماي 2023

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.