يحاول الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة جلب اهتمام التونسيين عبر الوعود بتسهيلات كبيرة في التأشيرات الى أوروبا ..ولكن التسهيلات هذه ستكون مشروطة …
ذلك أنه حسب قانون جديد يعده الاتحاد الأوروبي فإن التونسيين يجب أن يقبلوا مقابل التسهيلات في التأشيرات استقبال كل من رفضت أوروبا طلبه باللجوء اليها . وقد وقع عرض هذه المقايضة من قبل على تونس ولكن طرحها أعيد من جديد هذه الأيام.
وليس مستغربا أن يعاد هذا الطرح الآن لأن هذه الفترة من السنة تشهد انحسار موجات الهجرة الافريقية عبر المتوسط الى أوروبا بحكم قساوة العوامل الطبيعية ..وقد بلغ معدل عدد المهاجرين، عندما يسمح الطقس بذلك، ما يناهز 10 آلاف نازح شهريا يضعون حياتهم في خطر ..ففي سنة 2016 وصل عدد المهاجرين السريين الى أوروبا الى حوالي 160 ألف مهاجر توفي منهم في البحر أو فقد منهم حوالي 3800 شخص.
وتريد مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسال استغلال هذه الفترة من العام من أجل الحد من اقامة المهاجرين السريين الى أوروبا وجمعهم واعادة ارسالهم الى شمال افريقيا ..عبر محاولة اقناع تونس باستقبالهم حسب ما أوردته اليومية البريطانية “ذي إكسبرس” .
وتقول الجريدة البريطانية أن اختيار تونس جاء نتيجة تزايد عدد المهاجرين الأفارقة والذين ترفض مطالبهم للجوء السياسي خاصة وأن اللجوء يعطى أكثر لمواطني الشرق الأوسط بحكم حالة الحرب هناك. ويرى باتريك كريستيس الذي تحدث الى “ذي إكسبرس” في الموضوع أن “منطقة شمال افريقية للاجئين ستكون مفيدة جدا لأوروبا” ..
ومن جهته قال ديميتريس أفراموبولوس ، وهو المفوض الأوروبي لشؤون المهاجرين والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي ومن مؤيدي هذه الفكرة المتحمسين :” يمكن أن تكون تونس أول بلد افريقي يتمتع باتفاق كبير لتسهيل التأشيرات ..” مضيفا :” وفي نفس الوقت يمكن الامضاء على اتفاق يخص اعادة استقبال المهاجرين وهذا ما يعين جديا على تجنب الهجرة السرية من تونس..”.
وتشرح اليومية البريطانية “ذي إكسبرس” أن الاتحاد الأوروبي لن يبخل على “زيادة اعانته لتونس” مذكرة أن الاتحاد دفع لتونس حوالي 4,8 مليار دينار تونسي في شكل هبات اضافة الى 3,7 مليار دينار تونسي أخرى في شكل قروض للبنية التحتية والتنمية…وهذا ما يمكن ترجمته أن التونسيين يجب على الأقل ..أن يعترفوا بالجميل..
ع.ع.م.
شارك رأيك