الرئيسية » تسريبات: نواب من النهضة يسعون لعرقلة قرار لوزير التجهيز في المهدية

تسريبات: نواب من النهضة يسعون لعرقلة قرار لوزير التجهيز في المهدية

 

بقلم الاستاذ: خالد عبيد

وجدت نفسي مضطرّا كي أكتب هذا التوضيح بعد أن تأكّد لي بوضوح أنّ نوّاب حركة النهضة عن المهدية هُم بصَدد بذْل جهود جبّارة وضغوطات شتى وعلى مستويات عدّة من أجل استئناف ردْم جزء لا بأس به من آخر الشاطئ الصخري الشمالي لمدينة المهدية باسْم حمايتِه من انْجِراف بحْري لا وُجُود له.

لكن سيصبح مهدّدا فعلا بهذا الانجراف إن تواصل هذا المشروع بهذه الطريقة، طريقة تكديس الحجارة الضخمة على الشاطئ الصخري، ولا شيء غير ذلك، وما يعني ذلك عمليا من مَسْح هذا الجزء من الساحل الصخري من الخريطة تماما.
لكن لماذا هذا الإصرار لدى نوّاب حركة النهضة بالمهدية بالرغم من قرار وزير التجهيز إيقاف الأشغال في شكلها الحالي؟ ! هل صحيح أنّ لديهم الحرص على هيْبة الدولة مثلما يسوّقون؟ ! هل صحيح أنّهم أحرص من الجميع على المشاريع في المهدية؟ هل صحيح أنّهم حريصون على هيْبة المسؤولين الجهويين والمحلّيين أكثر من باقي سكّان المهدية؟ الجواب أتركه لقارئي.
لكن في الأثناء، أَغْمِز إلى أنّ الانتخابات البلدية على الأبواب، ومن المهمّ بالنسبة إليهم تسجيل النقاط ولو كان على حساب تدمير هذا الشاطئ الصخري، فكلّ شيء يهون حتى يدفعوا الناس إلى الاعتقاد بأنّهم هم رِجَال دولة بينما غيْرهم هُم الفوْضى …..وهذا التوجّه بالذات ألا وهو تسْييس المسألة هو الذي دفعني إلى كتابة الملاحظات الآتية للرأي العام:
أوّلا: هذا المشروع مرفوض تماما في صيغته الحالية لأنّه انطلق من مُسلّمة خاطئة وهي أنّ هذا الجزء من الشاطئ الصخري يهدّده الانجراف البحري فتقرّر وبجرّة قلم ردْم الشاطئ الصخري بالحجارة الضخمة، ولم يقع تشريك مكوّنات المجتمع المدني واستشارته وخاصّة سكّان هذه المنطقة والمُحاذين للشاطئ.
ثانيا: أعلنّا منذ البداية وكنّا واضحين أنّنا لا نرْفض من أجْل الرفْض، بل نرْفُض التسرّع في اللجوء إلى الحلّ الأقصى بينما لا شيء يبعث على ذلك، وعليه:
طالبْنا بأن يقع القيام بدراسات حقيقية ومعمّقة وليست متسرّعة كالتي تمّ القيام بها على عجل تتناول كلّ الجوانب المتعلّقة بالتهديدات الممكنة والمحتملة لهذا المكان أو غيره مع مراعاة خصوصيته سواء كانت بشرية أو أثرية أو تاريخية أو حتى وجدانية…
ولم نكتف بذلك، بل كان لدينا إصرار على ضرورة المحافظة على الاعتمادات المرصودة ريثما تتمّ هذه الدراسات العلمية الضرورية، والتي عليها أن تعمل على النظر في مدى صحّة المخاطر المحدقة بهذه المنطقة من جرّاء البحر، وإذا تأكّد ذلك الخطر، العمل على اسْتِنْباط حلول تُوفق بين ضرورة حماية هذا المكان وضرورة المحافظة على هذا الإرْث الطبيعي في شكله المادي واللامادي.
ثالثا: كان بودّي أن يكون موضوع الشاطئ الصخري الشمالي للمهدية، وهو موضوع تقْني بحت، عامِلا يوحّد سكّان المهدية وينسون فيه الخلافات المُصْطنعة القديمة والتقسيمات المُقْرِفة، لأنّ الناس خارج المهدية ينظرون إلينا على أساس منطقة واحدة ولن يستوعبوا أبدا ما يفرّقنا، وعليه، أجدّد دعوتي إلى كلّ من يعتبر نفسه من المهدية وغَيور عليها حقا وليس قوْلا أن نَضَع اليَد في اليَد، بعيدا عن أيّ تجاذب كان أو حساب مَا أو مصلحة مَا، ففي اتحادنا قوّة، وفي فُرْقَتنا ضُعْف لنا وهَوَان كما هو حاصل منذ مدّة، فَيَدِي ممدودة للجميع دون استثناء من أجل النهوض بمنطقتنا، فلا تُسْقِطوها، لأنّها إنْ سقطت سَنَخْسِر جميعًا مثلما هو حالنا الآن.
خالد عبيد

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.