الرئيسية » مركز فنّ العرائس يحتضن العرض الأوّل لمسرحية “في العاصفة”

مركز فنّ العرائس يحتضن العرض الأوّل لمسرحية “في العاصفة”

يحتضن المركز الوطنيّ لفنّ العرائس يوم السبت 10 فيفري 2018، على الساعة السادسة مسائ، العرض الاول لمسرحية “في العاصفـــة” عن ” الملك ليـر ” لوليــام شكسبيــر.

وسيتمّ عرض المسرحية الموجّهة لاول مرة للكهول، في اطار الاحتفالات بـ25 سنة عن تاسيس المركز الوطني لفنّ العرائس .

المسرحية تتحدّث عن الملـك “ديـــوب ” الذي يحرم إبنتـه الصّغــرى ” ساماتــا ” من نصيبهــا في المملكـة لإمتناعها عن تملّقـــه ومُحَابَاتــه. إلاَّ أنَّ ” تيمــورا ” و ” نياماتـــا ” اللّتيـن تعهّــدتــا بإيوائــه ورعايتــه تخونــان العهـــد، وتحجّــران عليه ، فيلجــأ إلى الهــروب بمساعــدة أوفيــاء لــه، ويجــد نفســه في العاصفــة والعــراء حتّــى يشــرف على الجنـــون.

ولا يختلف مصيــر النبيــل ” كـــوام ” عن مصيــر ” ديــوب ” إذ يغــدر به إبنــه غير الشرعيّ “سنغـــو” ، طمعــا في الاستئثار بإرثـه على حساب أخيــه الشرعــيّ ” بنغـــو ” .

تحاول ” نياماتا ” و ” تيمورا ” التخلص من ” ساماتا ” ، وتدّق طبول الحرب، لتنتهي “نياماتا ” مسمومة ، و ” تيمورا ” منتحرة ، و ” سنغو ” مقتولا في مبارزة ضدّ أخيه ” بنغو” .

تموت ” ساماتا ” بدورها، ويزفر ” ديوب” زفرته الأخيرة كمدا على إبنته ، وتبقى المملكة لجيل جديد من الحكام…

وفي هذا الاطار قال مخرج مسرحية “في العاصفة”:  “نريـد من إخراجنا لمسرحيّـة في العاصفـة عن الملك ليــر، خوض تجربة متفرّدة ، تتمثّــل في إنجاز عمل عرائسي كبير لصنف المشاهدين الكبار. إذ أنَّ مسرحنا، عدا بعض المحاولات النّادرة ـــ لم يطوّر هذا النّـوع من الإنتاجــات.

المكــان هو اللاّ مكان وكلّ مكــان بل قل هو مكان ما من القارة الإفريقيــة، والمشهــد هو الأرض، عنصر التراب، وقد دفقت عليها عناصر النّار والماء والهواء. الطبيعــة في جنون، والنّــاس كذلك، يفترسون بعضهم البعض كالضواري.

الشّعـــر الشكسبيريّ يتجلّــى، هنا، في كامل عنفوانــه. والفعــل المسرحيّ يدفع بالحدث إثر الحدث، بقوّة وعنف. وهما يتضافران معا لتصوير هذا المطهّــر الدنيويّ، فلا يبقـى في النهاية أمامنــا إلاّ الأرض قَـفـْـــَراء وداميـــة.

في البدايـة كان هناك مملكة وملك ذو قصر و وزراء وحاشيـة، ثمَّ لا يبقـى إلاّ شحّاذون أربعة، هائمـون في الفلاة، تصفعهــم العاصفة الغاضبة والأمطار المنهمرة : ديــوب المطرود ، وكايتــا المنفيّ ، وكــوام الّذي سملت عيناه، و بنغـو المنبوذ.

إنَّ هذا السّقوط إلى الهاوية قد يكون بطيئــا أو مفاجئا، إلاّ أنَّ صيرورة الإنحدار لا تتغـيّــر.

كلّ ما يميّز الإنسان من سلطة، ومكانة إجتماعيـة، وألقاب وأسماء… كلّ هذا يضيع، حتّى يُمسي الإنسان ظلاّ لنفسه، لا غير ــــــ وكأنّنا دمى في يد إله دمويّ خفيّ ــــــــ لكن هذا العالم الذي يصوّره شكسبير لا يخلو من ومضات إنسانيّة، تتميّــز بالتعاطف الإنسانيّ والشفقة : وفاء كايتــا للملك ديــوب، صوت المهرّج الذي هو صوت الضّحك الحكيم، شهادة سامـاتــا من أجل والدها، شجاعة بنغــو في مقاومة الشرّ… إنّنا فعلا في قبضة الرّعب، ولكنَّ تجربة التضحية والفداء ترتفع بنا إلى حيث يصبح الإنسان ممكنا.

إنّنــا نتصوّر الفضاء كفاعل دراميّ رئيسيّ يجمع بين المفردات المتحرّكة والجامدة، ويخلق العلاقات الممكنة بينها، ويصهر مختلف مكوّنات الخطاب في وحدة توليفيّــة جميلة ودالّـــة.

أمّــا من حيث الأداء ، فقد إخترنا تقنية تقوم على الجمع بين الممثّــل وقرينه ـــــ العروسة وإنّنــا نتصوّر هـذه العروسـة إمتدادا لجسد الممثّــل الحيّ، بمعنى آخر، هي بمثابـة التوأم الملازم لــه. لا يحتجب الممثّـــل وراء العروســة ليحـرّكهــا وكأنّــه يد القدر الخفيّــة، وإنّمـــا يربــط معها علاقــة جدليّـــة مثمرة. تفتــح على

إمكانيّــات تعبيريّـــة تزعزع التقاليــد والشفرات المألوفــة. الممثّـــل والعروسة هما في علاقة تضاعف وتضايف ومواجهــة وتبادل للأدوار إلى حــدّ أنّــه بإمكاننا أن نتساءل : من منهما يجسّــد الشخصيّــة ؟ ومن يحرّك مــن ؟”.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.